اسم الکتاب : الإيضاح في علوم البلاغة المؤلف : القزويني ، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 29
وقيل يجوز[1]، كقول الشاعر2:
جزى ربه عنه عدي بن حاتم ... جزاء الكلاب العاويات، وقد فعل3
وأجيب عنه بأن الضمير لمصدر جزى، أي "جزى"، رب الجزاء[4] كما في قوله تعالى: {اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} ، أي العدل. [1] أي يجوز رجوع الضمير إلى المفعول المتأخر لفظًا.
2 هو النابغة الذبياني الشاعر الجاهلي المشهور، كما في الخصائص لابن جني.
3 يدعو الشاعر على عدي بأن يجزيه شرًّا كجزاء الكلاب العاويات التي تضرب وترمى بالحجارة، ثم يقول الشاعر. بل قد حصل هذا الجزاء فعلًا وأصبح حقيقة لا دعاء. والشاهد في البيت قوله: "جزى ربه عني عدي بن حاتم"، فقد رجع الضمير إلى المفعول المتأخر في اللفظ كما هو متأخر في الرتبة.
ومثل هذا البيت قول سليط بن سعد:
جزى بنوه أبا الغيلان عن كبر ... وحسن فعل كما يجزى سنمار
ومثله:
ألا ليت شعرى هل يلومن قومه ... زهيرا على ما جرى من كل جانب
وفي معنى البيت قول النابغة:
جزى الله عبسًا عبس آل بغيض ... جزاء الكلاب العاويات وقد فعل
ومن ضعف التأليف:
فلو أن مجدًا أخلد الدهر واحدًا ... من الناس أبقى مجده الدهر "مطعما". [4] في هذا تكلف وحمل للأسلوب على ما لا يفيده وإن كان أخف من حمل البيت على ضعف التأليف.
اسم الکتاب : الإيضاح في علوم البلاغة المؤلف : القزويني ، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 29