responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأنوار ومحاسن الأشعار المؤلف : الشمشاطي    الجزء : 1  صفحة : 93
فتَقَصَّدَتْ منها كَسَابِ وضُرِّجَتْ ... بدَمٍ وغُودِرَ في المَكَرّ سُحَامُهَا
وكقول زهير بن مسعودٍ الضَّبِّيّ:
فَنَالَ شَيْئاً ثُمَّ هاجَتْ بهِ ... مُؤْسَدَةٌ فيهنّ تَدرِيبُ
غُضْفٌ ضَوَارٍ طُوِيَتْ فانْطَوتْ ... كأَنّهَا ضُمْراً يَعَاسِيبُ
فجَال في وَحْشِيِّها نافِراً ... رَهْبَتَهَا والشَّرُّ مَرْهُوبُ
حتَى إِذَا قُلْتَ تَلاَقَيْنَهُ ... والحيْنُ.. للحينِ مجْلُوبُ
ثَنَّى لَها يَهْتِك أَسْحَارَها ... بمُتْمَئرٍّ فيه تَحْرِيبُ
حتَّى تَسَاقَطْنَ وخَلَّيْنهُ ... ورَوْقُهُ بالدَّمِ مَخْضوبُ
وللأخطل:
فأَرْسَلُوهنّ يُذْرِينَ التُّرابَ كما ... يُذْرِى سَبَائِخَ قُطْنٍ نّدْفُ أَوْتَارِ
حتَّى إِذا قُلْتُ نالَتْهُ سَوابِقُهَا ... وأَدرَكتْهُ بأَنْيَابٍ وأَظْفَارِ
أَنْحَى إِليهنّ عَيْناً غَيْرَ غافِلةٍ ... وطَعْنَ مُحتَقِرِ الأَقْرَانِ كَرَّارِ
وله أيضاً:
هَاجَتْ به ذُبَّلٌ مُسْحٌ جَوَاعِرُهَا ... كأَنّمَا هُنَّ مِن نَبْعِيَّعٍ شِقَقُ
فَظَلَّ يَهْوِى إِلى أَمْرٍ يُسَاقُ لَه ... وأَبْبَعَتَهُ كِلاَبُ الحَىِّ تَسْتَبِقُ
لمَّا لَحِقْنَ به أَنْحَى بمِغْوَلِهِ ... يَمْلاَ فَرَائِصَها من طَعْنِهِ العَلَقُ
وله أيضاً:
أَمَّ الخُرُوجَ فأَفْزَعَتْهُ نَبْأَةٌ ... زَوَتش المَعَارِفَ فَهْوض منها أَوْجَرُ
مِن مُخْلِقِ الأَطمارِ تَسْعَى حَوْلَه ... غُضْفٌ ذَوَابِلُ في القَلائِدِ ضُمَّرُ
ولبعض الرُّجّاز:
مُوَلَّعٌ يَقْرُو صَرِيماً قد بَقَلْ
صُبَّ عَلَيْه قانِصٌ لمَّا غَفَلْ
والشَّمْسُ كالمِرْآة في كَفِّ الأَشَلّْ
مُقَلدَّاتِ القِدِّ يَقْرُونَ الدَّغَلْ
وكانت أيضاً تصيد بالكلاب وبالخيل، ولم نجد لها إلاّ أبياتاً أنشدناها إبراهيم بن محمّد قال: أنشدنا أحمد بن يحيى، عن ابن الأعرابيّ، لأعرابيّ:
قد أَغْتَدِى واللَّيْلُ كالزّنجىِّ
يَنْهَضُ نَهْضَ العاتِبِ الوَجِىِّ
والصُّبْحُ خَلْفَ الفَلَق الدَّجِىِّ
بأَمعَرِ السَّاقَيْنش تَوَّجِىِّ
قَيدِ الإِوَزِّ ولَهَا البُنْجىِّ
ليس بمُحْثَلٍّ ولا عَجِىِّ
العاتب: الذي به ظلعٌ فهو يمشي على ضعفٍ، يقال: عتب يعتب عتباناً. ومن العتاب عتباً ومعتبةً، والفلق: الفجر، والدَّجِىّ: الذي فيه شيءٌ من سوادٍ، لهاً جمع لهاةٍ، البنجىّ: الكركيُّ، المحثلُّ، أصله التخفيف، أحثل فهو محثلٌ، إذا أسىءغذاؤه، العجىُّ: اليتيم من الحيوان من أمه، و: اليتيم من الناس من أبيه، وجمعه عجايا، وأنشد ابن الأعرابيّ:
عَدَانِي أَن أَزورَك أَنّ بَهْمِي ... عَجَايَا كُلُّها إلاّ قليلا
وما جاء للعرب من صفات العقبان والصُّقور فإنّما ذكروا أفعالها لأنفسها، لا أنّهم ضرَّوها على صيدها، فلمّا جاء الإسلام سئل النبي صلَّى الله عليه عن الصِّيد، فأنزل الله عزَّ وجلَّ يسألونك ماذا أحلَّ لهم قل أحلَّ لكم الطِّيِّبات وما علَّمتم من الجوارح مكلِّبين تعلِّمونهنَّ ممّا علَّمكم الله فكلوا ممّا أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه واتَّقوا الله إنّ الله سريع الحساب ونحن نأتي بما نختاره من شعر أبي نواس في فنون الطَّرد مختلطاً بشعر غيره بعد قطعةٍ لبعض الأعراب في ثعلبٍ صاده، أنشدها محمّد بن الحسن له:
للهِ دَرُّ أَبي الحُصَيْن لَقَد بَدَتْ ... منه مَحَاوِلُ حُوَّليٍّ قُلَّبِ
وَرَدَ الحِبَالَةَ وهْيَ صُورٌ نحوَه ... طَمَعاً لِتَعْلَقَهُ ولمَّا يَرْتَبِى
حتَّى إِذا شَملَت مَعَاقِدُ طَرْفِهِ ... أَرْجاءَهَا تبأَمُّلٍ وتَأَرُّبِ
ويَدَاهُ وَاسِطتانِ لمَّا تَنْكُصَا ... أَو تقْدمَا لوُرُودِ عَزْمِ المَنْكبِ
صرَحَتْ به نَفْسُ النجىِّ مَخافَةً ... بادِرْ نَجَاءَكَ لا تُغَرّ فتشْعَبِ

اسم الکتاب : الأنوار ومحاسن الأشعار المؤلف : الشمشاطي    الجزء : 1  صفحة : 93
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست