responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأنوار ومحاسن الأشعار المؤلف : الشمشاطي    الجزء : 1  صفحة : 105
ذُبَابَةٌ في كَفِّه الطّبَّارُ مثلُ العانِى
وليس يَبْغِى بدلاً ... بطَائِرِ الخَوَانِ
إِذا دَنَا فلم يَكُن ... بينَهما عَقْدَانِ
عَانَقَهُ أَسْرَعَ من ... تَعانُقِ الأَجْفَانِ
بخِفَّةِ الوُثُوبِ بَلْ ... بجُرْأة الجَنَانِ
فهْوَ عَزِيزٌ عِزّهُ في غَايَةِ الهَوّانِ
في البزاة
وفيها أربع لغاتٍ: يقال بازٍ وبازٌ وبازىٌّ وبازىءٌ والبازى أذكى الجوارح فؤاداً، وأسرعها انقياداً، وأحسنها منظراً، وأكرمها مخبراً، وآلفها للناس، وأسرعها إلى الاستئناس.
قال أبو نواس في بازىٍّ:
قد أَغتدِى والليلُ في الدَّيَاجِى
قبْلَ طُلُوعِ الفَجْرِ بانْبِلاجِ
في فِتْيَةٍ سَرَّهُمُ إِدْلاَجِى
ببَازىءٍ صِيدَ على ابْتِهَاجِ
كُرَّزُ عَامٍ جاءَ من منهاجِ
أَلْبَسهُ وَشْياً بلا نَسّاجِ
مُنَقَّطِ ناظِرُهُ بزَاجِ
تَخالُه يَنْظُرُ من سِرَاجِ
ومِنْسَرٍ يُشْرِف باعْوِجاجِ
تَخَالُه صُدْغاً على مِغْناجِ
زَرْفَنَهُ إِذ قَام للمِزَاجِ
في وَجْنَةٍ تَبْرُقُ مثل العَاجِ
حَلَلْتُ سَيرَتْهِ كفِعْل الرَّاجِى
ثُمَّ دَعَوْتُ دَعْوةَ المُنَاجِى
فمَرَّ كالبَرْقِ بلا انْعِرَاجِ
فصَادَ خَمسينَ من الدُّرَّاجِ
وله أيضاً:
ولقَدْ غَدَوتُ بدَسْتُبَانٍ مُعْلَمٍ ... صَخِبِ الجَلاَجِلِ في الوَظِيفِ مُسبَّقِ
حُرٍّ صَنَعناهُ لتُحسِنَ كَفُّه ... عَمَلَ الرَّفِيقةِ واسْتلابَ الأَخْرَقِ
يَجلُو القَذَى بعَقِيقَتَيْن اكْتنَّتَا ... بذُرَا سَلِيمِ الجَفْنِ غَيْر مُخَرَّقِ
أَلقَى زَآبِرَهُ وأَخْلَقَ بِزَّةً ... كانَتْ ذَخِيرَةَ صانِعٍ مُتَنَوِّقِ
فكأَنَّه مُتَدَرِّعٌ دِيبَاجةً ... عن قالِصِ التُّبّانِ غَيْر مُسَوَّقِ
فإذا شَهِدْتَ به الوَقِيعَةَ أَقْلَعَتْ ... عنه الغَيَابَةُ وهو حُرُّ المَصْدَقِ
وله أيضاً:
قد أَسْبِقُ القَارِبَة الجُونَا ... من قَبْلِ تَثوِيبِ المُنَادِينَا
بكُلّ معرُوفٍ بأَعْرَاقِه ... على عُيُونِ الأَرْمَنِيِّينَا
رَبِيتِ بَيْتٍ وأَنِيسٍ ولم ... يَرْبَ برِيشِ الأُمّ مَحْضُونَا
كُرَّزِ عامٍ صَاغَه صائِغٌ ... لمْ يَدَّخِرْ عَنْهُ التَّحَاسِينَا
أَلبسَهُ التَّكْرِيزُ من حَوْكِه ... وَشْياً على الجُؤْجُؤِ مَوْضونَا
له حِرَابٌ فَوق قُفّازهِ ... جَمَّعْن تأْنِيفاً وتَسْنِينَا
كلُّ سِنَانِ عيجَ من صَدْرِه ... تَخالُ مَحْنَى عَطْفِهِ نُونَا
ومِنْسَرٍ أَكْلَفَ فيه شَغاً ... كأَنَّه عَقْدُ ثَمَانِينَا
ومُقْلَةٍ أُشرِبَ آماقُها ... تِبْراً يَرُوقُ الصَّيْرَفيِّينَا
نُرْسِلُ منه عندَ إِطلاقِه ... أُمَّ مَنَايَا ودُرَخْمِينا
دَاهِيةً تَخْبِطُ أَعْجازهَا ... خَبْطاً يُحَسِّيها الأَمَرِّينَا
يحْمى عليها الجوّمن فوقِهَا ... حِيناً ويُعْرِيهَا أَحايِيْنَا
وهُنّ يَرْفعْن صُرَاحاً كما ... جَهْوَرَ في الشِّعب المُلَبُّونَا
فمُقْعَصٌ أُثْبِتَ في سَحْرِه ... وخاضِبٌ من دَمِهِ الطِّينَا
أَعْطَى البُزَاةَ اللهُ مِن قَسْمِه ... ما لمْ يُخَوِّلْهُ الشّوَاهينَا
وله أيضاً:
لَمّا رَأَيتُ اللَّيْلَ قد تَشزَّرَا
عنّى وعنء مَعْرُوفِ صُبْحٍ أَشْقَرَا
كَسَوتُ كفِّى دُسْتُباناً مُشْعَرَا
فَرْوَةَ سِنْجَابٍ لُؤَاماً أَوْبَرَا
تَقِى بَنَانَ الكَفِّ أَلاّ يَخْصَرَا
وَغَمْزَةَ البازِى إِذا ما طَفَرَا
أَبْرَشَ بُطْنَانِ الجَنَاحِ أَقْمَرَا
أَرْقَطَ ضاحِى الدّفَّتَينِ أَنْمَرَا
كأَنّ شِدْقَيْه إِذا تَضَوَّرَا

اسم الکتاب : الأنوار ومحاسن الأشعار المؤلف : الشمشاطي    الجزء : 1  صفحة : 105
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست