responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأمثال من الكتاب والسنة المؤلف : الترمذي، الحكيم    الجزء : 1  صفحة : 298
انكسفت فَذهب ضوؤها وإشراقها فَإِذا انجلت عَن الْكُسُوف عَاد إِلَيْهَا مضيئا
فَكَذَا الْمعرفَة إِذا غشيتها الْكَبَائِر فقد انكسفت شمسك فصرت فِي ليل دامس فَلَو اجْتنبت الْكَبَائِر دون الصَّغَائِر وَهِي السَّيِّئَات فَأَنت فِي نهارك فِي سَحَاب وغيوم فَلَو دَامَ هَذَا الْغَيْم والسحاب لم ينْعَقد لَك حَبَّة من حبوب الأَرْض وَلَا نَضِجَتْ ثَمَرَة من أثمار أشجارك وَوجدت الْآدَمِيّ مقسوما على ثَلَاثَة أَجزَاء
قلب بِمَا فِيهِ من الْإِيمَان وروح بِمَا فِيهِ من الطَّاعَة وَنَفس بِمَا فِيهَا من الشَّهْوَة وَالْقلب يَقْتَضِي الْإِيمَان وَالروح تَقْتَضِي الطَّاعَة وَالنَّفس تَقْتَضِي شكر النعم وَالْعَبْد مقصر فِي الثَّلَاث كلهَا فحبه لرَبه يُوفي تقصيراته فَكلما كَانَ حبه أوفر كَانَ أثمر لتوفير تقصيراته لِأَن أصل الْمعرفَة قَائِمَة لَكِنَّهَا متغيمة فَإِذا أحببتها كلهَا عملت بِلَا تَقْصِير فَلَا تحْتَاج إِلَى التوفير
وَمثل ذَلِك مثل عَبْدَيْنِ لَك اقتضيتهما الْإِقْرَار لَك بالعبودة والاستقامة بَين يَديك واقتضيتهما مَا وظفت عَلَيْهِمَا من الْخراج واقتضيتهما شكرك فقصرا فِي جَمِيع ذَلِك وَكَانَ أَحدهمَا أظهر حبا لَك من الآخر فَإِن كَانَ أَحدهمَا أَكثر عملا وَالْآخر أقل فَنَظَرت إِلَى قلته وَقلت فِي نَفسك وَهَذَا يحبنا فَنحْن نقبل مِنْهُ بحبه إيانا موفرا

اسم الکتاب : الأمثال من الكتاب والسنة المؤلف : الترمذي، الحكيم    الجزء : 1  صفحة : 298
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست