responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأمثال من الكتاب والسنة المؤلف : الترمذي، الحكيم    الجزء : 1  صفحة : 101
طمعه فِيهِ واستعد لَهُ بأسلحته فهيج مِنْهُ الْكبر والكبرياء وأثار الشَّهَوَات مِنْهُ حَتَّى اشتعل حريقها وحرها وأشخص آماله واستعد للحيلة عَلَيْهِ بِنَفسِهِ فَإِذا وجد صَدره مشحونا بِهَذِهِ الْأَشْيَاء الَّتِي هِيَ أسلحته وَتلك جنود الْهوى حمل حَملَة وَاحِدَة فَلَمَّا رَأَتْ الْجنُود الَّتِي فِي صَدره أَن سيدهم قد أقبل ثَارُوا من معادنهم وَاصْطَفُّوا بَين يَدَيْهِ فِي صدر العبيد وتداعت منَازِل الشَّهَوَات بَعْضهَا بَعْضًا فَإِذا رأى الْقلب حَملَة الْعَدو وسلطان تِلْكَ الْجنُود وعَلى مقدمته جَيش الْهوى انهزم وتخلى عَن الْبَاب فَوَقَعت الْغَارة فِي الْكُنُوز كنوز الْمعرفَة حَتَّى تركت الْقلب خَالِيا من الْكُنُوز وَبقيت الْمعرفَة خَالِيَة كمعلقة بأدق من الشعرة فَبَقيَ الْقلب متحيرا يتذبذب وَقد افْتقدَ الْعلم وَالْحيَاء والخشية وَالْخَوْف وَالْحب وَجَاء الْهوى وشهوات النَّفس فسكنوا الْقلب وَأَحَاطُوا بالمعرفة فدقت قُوَّة الْمعرفَة حَتَّى تورده النَّار مَعَه فَذَهَبت قُوَّة الْمعرفَة وَصَارَت كالمعلقة بشعرة وَصَارَ الصَّدْر مملكة الْهوى وَرجع الْعَدو فَظهر على الْجَوَارِح من الْحِرْص جمع الدُّنْيَا وَمن الْكبر إبِْطَال الْحُقُوق وظلم الْعباد وَمن الشَّهَوَات رفض الْعُبُودِيَّة ونبذ الْعَهْد وَنقض الْمِيثَاق وَجَاءَت أَعمال الْفسق والفجور وخبث السريرة وَحسن الْعَلَانِيَة والنفاق وسكر الْعقل وَولَايَة الْهوى وإمرته وانكمن الْعقل وانسد الْفَهم

اسم الکتاب : الأمثال من الكتاب والسنة المؤلف : الترمذي، الحكيم    الجزء : 1  صفحة : 101
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست