إن تكن شبت يا مليك البرايا ... لأمور عانيتها وخطوب
فلقد زادك المشيب جمالاً ... والمشيب البادي كمال الأريب
فإبق أضعاف ما مضى لك في عز وملك وخفض عيش رطيب
فطرب المعتضد وخلع عليها.
وحدثني عرفة، قال: لما قدم ق79 المعتضد من الشام ومعه وصيف، دخلت إليه بدعة، يوم جلس للشرب، فقال لها: أما ترين الشيب كيف إشتغل في رأسي ولحيتي؟!
قالت له: عمرك الله يا سيدي أبداً، حتى ترى أولاد أولادك قد شابوا، فأنت في الشيب: أحسن من القمر! وفكرت طويلا حتى قالت هذه الأبيات وغنته فيها:
ما ضرك الشيب شيئاً ... بل زدت فيه جمالا
قد هذبتك الليالي ... وزدت فيه كمالا
فعش لنا في سرور ... وإنعم بعيشك بالا
تزيد في كل يوم ... وليلة إقبالا
في نعمة وسرور ... ودولة تتعالى
فوصلها صلة سنية، وحمل معها ثياباً فاخرة، وطيباً كثيراً.