responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأسلوب المؤلف : الشايب، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 96
التاريخ:
وقد كثر الكلام فيه: أعلم هو أم أدب[1]، فمن نظر إلى أنه يتناول الحقائق الواقعية، ويعنى بتجميعها، ونقدها نقدًا موضوعيًّا قال بأنه علم يشبه علم طبقات الأرض "الجيولوجيا". ومن لحظ أنه لا بد للتاريخ من خيال الشاعر لنشر الحوادث وبعث الحياة فيها، ثم لا بد له من براعة الكاتب البليغ لتعرض هذا الواقع بالثوب اللائق بها قال بأنه أدب. على أن من قال بعلميته يعترف بأنه ليس كالفلك علم معاينة مباشرة، ولا كالكيمياء علم تجربة واختبار، ولكنه علم نقد وتحقيق. ويمكن أن يعد التاريخ علمًا بالمعنى العام أو أدبا بالمعنى العام، ما دام خاليًا من التجارب الدقيقة التي تدخله دائرة العلوم الطبيعية. ولم تستأثر به العاطفة أدبًا خالصًا.
وللتاريخ -كالمقالة- خطة ومادة وعبارة "أو أسلوب لفظي". أما مادة التاريخ فهي الشئون الماضية التي يرجع إليها في الآثار الباقية، والسجلات القديمة والتقاليد التي سلمت من عدوان الدهر وصروفه، فعليها يقيم أبحاثه، وينهض بما يجب عليه من تحقيق، وتأويل، وتعبير. حتى إذا أشرف على ذلك وجد أن الحوادث الماضية مغمورة بكثير من الآراء والانفعالات، فلجأ إلى الخيال لاستحضار الماضي، وإلى العاطفة لبعثه حيا كما كان يقع سابقا. وأما خطة

[1] راجع علم التاريخ للأستاذ هرنشو ترجمة الأستاذ عبد الحميد العبادي الفصل الأول، منهج البحث التاريخي لحسن عثمان.
اسم الکتاب : الأسلوب المؤلف : الشايب، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 96
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست