responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأسلوب المؤلف : الشايب، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 141
ملك عليه الأسف والطمع نفسه، فعجب أن يرنق ورده، صمم على البقاء حيث كان، واثقًا من ظهور الحق ومعاودة الصفاء، البحتري، إذًا رقيق الطبع جميل الذوق، لين الجانب، وفي حسن الظن بالأيام، بارع، شديد الاتصال بالحياة، قريب المثال، طبعي الفن، متفائل ليس في حذر أبي تمام ولا سخط المتنبي.
3- وأبو الطيب شيء آخر فقد نفر من صاحبه ساخطا، متوعدا، متعاليا، يرميه بالغفلة والتحيز، معتزًا بنفسه فخورًا بخلقه وفنه، مزريًا بالرؤساء والشعراء، ولاهم ظهره غير مباليهم إذ لم يحسنوا تقديره، ولم يدركوا مكانته، وإذًا فهو يودعم نادمين، وسبب ذلك دالة له على سيف الدولة، وعرفانه مكانة نفسه، وهذه السعاية التي خضع لها أمير بني حمدان، فالمتنبي جافي الطبع، طموح، مغرور، بعيد الأمل، قليل الوسائل، ساخط على الحياة والأحياء، يؤمن بالقوة، ويعتز بها، يثق بشعره إلى أبعد حد، ولا يرى نفسه دون الملوك ولا من طراز الناس.
ولعل البحتري أرق الثلاثة وأرضاهم، والمتنبي أجفاهم وأسخطهم، وأبو تمام أوسطهم وأشدهم حذرًا واحتياطا. وقد سئل الشريف الرضي عنهم فقال: "أما أبو تمام فخطيب منبر، وأما البحتري فواصف جؤذر، وأما المتنبي فقائد عسكر"[1].

[1] المثل السائر ص315 والجؤذر، ولد البقر الوحشية مثل به ظرف شخصيته.
اسم الکتاب : الأسلوب المؤلف : الشايب، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 141
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست