responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأزمنة والأمكنة المؤلف : المرزوقي    الجزء : 1  صفحة : 167
رِجالٌ
[سورة الأعراف، الآية: 46] ، ولا يمتنع أن يكون عرفة وعرفات مشتقا من جميع ذلك والتّعريف: الوقوف بعرفات، وتعظيم يوم عرفة إن نصب الضالة فتنادي عليه وإن سمّيت رجلا بعرفات صرفته، ولم يكن التاء فيه كالتاء من عرفة لو سمّيت بها، وذلك أنّ التاء من عرفات بإزاء النّون في المسلمين، إذ كان هذا الجمع من المؤنث بإزاء جمع المذكّر الصّحيح، ولذلك لمّا كان ذاك في موضع النّصب والجر بالياء، جعل هذا في موضع النّصب والجر بالكسرة، لأنّ الكسرة أخت الياء، فلمّا كان الأمر على ذلك لم يكن كالتّاء التي يبدل منها في الوقف هاء كالتي في طلحة وعزّة، وكان يمتنع الصّرف في المعرفة. وفي القرآن:
فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ
[سورة البقرة، الآية: 198] فصرفه وإن كان معرفة.
ومشاعر الحجّ واحدها مشعر وهو في موضع المنسك، وكذلك الشّعيرة من شعائر الحجّ، وهي علاماته وأفعاله المختصة به، كالسّعي والطّواف والحلق والذّبح، وكلّ ذلك يجوز أن يكون من شعرت، وليت شعري، فيرجع إلى العلم كما أنّ عرفة وعرفات في تصاريفه يرجع إلى المعرفة، وفي القرآن: وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ
[سورة الحج، الآية: 36] وقال الخليل: يقال: أشعرت هذه البدنة لله نسكا أي: جعلتها شعيرة تهدى، قال: وقال بعضهم: إشعارها أن يوجأ سنامها بسكّين فيسيل الدّم على جنبها فيعلم أنّها هدي. أو يعلّم بعلامة تشدّ في سنامها. وكره قوم من الفقهاء تدميتها، وقالوا: إذا قلّدت فقد أشعرت.
وقوله تعالى: يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ
[سورة التوبة، الآية: 3] قيل: هو يوم النّحر، وقيل:
هو يوم عرفة وكانوا يسمّون العمرة: الحج الأصغر.
ويوم النّحر: سمّي به لأنّهم كانوا ينحرون البدن.
ويوم القر: بعده، وهو الذي يسميه العامة يوم الرّءوس، وسمّي بذلك لأنّ الناس يستقرون فيه بمنى لا يبرحونها.
ويوم النفر: سمّي به لأنّ النّاس ينفرون فيه متعجلين.
ويقال: عيد الفطر، وعيد الإفطار، وعيد الضّحى والعيد أصله من عاد يعود لعوده كلّ سنة، لكن واوه انقلبت ياء لانكسار ما قبلها، ثم جعل البدل لازما حتى كأنّه اسم وضع لليوم، لا مناسبة بينه وبين المشتق منه، وهم يفعلون مثل هذا إذا أرادوا التّخصيص، لذلك قيل في تصغيره: عييد، وفي جمعه: أعياد ولم يجر مجرى قوله: ريح ورويحة وأرواح،

اسم الکتاب : الأزمنة والأمكنة المؤلف : المرزوقي    الجزء : 1  صفحة : 167
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست