responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الازدهار في ما عقده الشعراء من الأحاديث والآثار المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 12
ولكم مهجة بزهراتها اغبرَّ ... ت فأدمتْ ندامةً كفَّيْها
أتراها أبقتْ على سَبأ من ... قبلنا حين بدّلت جنَّتَيْها
يوم بؤس لها ويوم رخاءٍ ... فتزوَّدْ ما شئت من يومَيْها
وتيقَّنْ زوالَ ذاكَ وهذا ... تسْلُ عمَّا تراهُ منْ حادثَيْها
دارُ زادٍ لمنْ تزوَّد منها ... وغرور لمن يميل إليها
مهبط الوحي والمصلى التي كمْ ... عفّرت صورة بها خدَّيها
متجر الأولياء قد ربحوا الجنَّ ... ة فيها وأوردوا عينيها
رغبت ثمَّ رهبت ليرى كلُّ ... لبيب عُقباه من حالتيها
فإذا أنصفت تعيّن أن يُثن ... ي عليها ذو البرّ من ولديها
هذه الأبيات نظم فيها قول علي بن أبي طالب في خطبته: أيها الذام للدنيا، المغترّ بغرورها، لمَ تذمَّها؟ أنت المتجرم عليها، أم هي المتجرمة عليك؟ متى استهوتك أوْ متى غرتك؟ أبمصارع آبائك من البلى، أم بمضاجع أمهاتك تحت الثرى؟ كم تحللت بكفيك، وكم مرضت بيديك، تبغي لهم الشفاء، وتستوصف لهم الأطباء، لم ينفع أحدهم إشفاقك، ولم تُسعف فيه بطلبتك، ولم تدفع عنه بقوتك، قد مثلت لك الدُّنيا به نفسك وبمصرعه مصرعك، إن الدُّنيا دار صدق لمن صدقها، ودار عافية لمن فهم عنها، ودار غنى لمن تزود منها، ودار موعظة لمن اتَّعظ بها، مسجد أحباب الله، ومصلى ملائكة الله، ومهبط وحي الله، ومتجر أولياء الله، اكتسبوا فيها الرحمة، وربحوا فيها الجنة، فمن زائد منها، وقد آذنت ببينها، ونادت بفراقها، ونعت نفسها وأهلها، فمثلت لهم ببلائها البلاء، وشوّقتهم بسرورها إلى السرور، وراحت بعافية، وابتكرت بفجيعة ترغيباً وترهيباً وتخويفاً وتحذيراً، فذمها رجال غداة الندامة، وحمدها آخرون، ذكرتهم الدُّنيا فذكروا، وحدّثتهم فصدقوا، ووعظتهم فاتَّعظوا.
وقال محمود بن أبي الحسن الغزنوي الملقب بيان الحق:
فلا تحقرنْ خلقاً من النَّاس علَّه ... وليُّ إله العالمين وما تدري
فذو القدر عند الله خاف عن الورى ... كما خفيت عن علمهم ليلة القدر
وقال مكي بن عبد الله بن الغراد:
إذا شئتَ أنْ تستجلبَ الودّ دائماً ... منَ النَّاس موثوقاً بكلِّ وثاق
فكنْ زاهداً فيما حوته أكفُّهم ... وفارق مودَّات الهوى بطلاق
وقال أمين الدين السليماني:
أعجز الواصفين فضلك فاجعل ... شين شكري فيه كشين بلال
وقال أبو الوليد الباجي:
إذا ماتَ المحبُّ جوى وعشقا ... فتلك شهادة يا صاح حقَّا
رواه لنا ثقات عن ثقاتٍ ... إلى الحبر ابن عباسٍ ترقَّى
وقال عبد الكريم القشيري:
إنَّ المحبَّ إذا توفَّى صابراً ... كانتْ منازلهُ مع الشُّهداء
يرويهِ أقوامٌ غدَوْا في صدقهم ... علماً وناهيكم بهذا الدَّاء
وقال ابن رواحة الحموي:
لاموا عليك وما دَروا ... أنَّ الهوى سبب السَّعادهْ
إنْ كانَ وصلٌ فالمنى ... أو كانَ هجرٌ فالشَّهادهْ
وقال آخر:
خليليَّ هل خُبِّرتُما أوْ سمعْتُما ... بأنَّ قتيلَ الغانياتِ شهيدُ
فأجاب ابن أبي حجلة:
نعم قد سمعْنا أنَّ منْ كتمَ الهوى ... وعفَّ إلى أنْ ماتَ فهو شهيدُ
قال الحافظ ابن حجر:
من رحِمَ النَّاسَ أُثيبَ رحمةً ... من ربِّه لموعدٍ لا يُخلفُ
ومنْ صفات المؤمنين إلفهُم ... لمثلهم فالخيرُ فيمنْ يُؤلفُ
قال البيهقي في شعب الإيمان: حدثنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس المحبوبي بمرو، حدثنا محمد بن جابر الفقيه، حدثنا أبو أنس كثير بن محمد التميمي، حدثنا خلف بن خالد البصري، أبو محمد، حدثنا سليم وهو ابن مسلم الخشاب عن ابن جريح عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: من آتاه الله وجهاً حسناً واسماً حسناً وجعله في موضع غير شائن له فهو من صفوة الله تعالى من خلقه. قال ابن عباس: قال الشاعر:
أنت شرط النَّبيّ إذ قال يوماً ... اطلبوا الخير من حسان الوجوه
قال البيهقي: في هذا الإسناد ضعف.
وأخرج ابن عساكر في تاريخه عن حسين الصيرفي قال: قال لي كلثوم العتابي: دخلت على يعقوب بن صالح فأنشدته:
حسن ظنِّي إليك أصلحك ال ... له دعاني فلا عدِمْتَ الصَّلاحا

اسم الکتاب : الازدهار في ما عقده الشعراء من الأحاديث والآثار المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 12
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست