اسم الکتاب : الأدب الجاهلي في آثار الدارسين قديما وحديثا المؤلف : عفيف عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 315
الشعرية لغوية في جوهرها, لا سبيل إلى التاني إليها من جهة اللغة التي تتم فيها عبقرية الإنسان وتتقوم بها ماهية الشعر. وعلى هذا يدير البحث في الكتاب. وبحثه هذا فلسفي يجمع نظرية اللغة استنطاق الأدب، جدلي قطبي يتصل أوله بآخره, وتقضي بدايته إلى نهايته، ويدل بعضه على بعض, وتنزع فيها كل حقيقة إلى ما يماثلها، في نظرية متسقة تقوم على التجربة الحية والفطرة التي يتعاطى معها الإنسان الظاهرة الأدبية ليقف على مقوماتها, وهي تتفاعل لتنهض بعبء التركيب[1].
وقد جاء البحث في فصول سبعة هي: أثر المنطق في التفكير اللغوي والبلاغة, والدلالة اللغوية في التفكير الفنمولوجي, والدلالة الذاتية والمحاكاة, والأسلوبية والبلاغية، والعمل الأدبي بين المؤلف والقارئ، والرمزية وموضوعية الأثر الأدبي، ووظائف اللغة ونظرية الأنواع الأدبية.
وأما الدراسة الثانية "الشعر واللغة": فيكرر فيها بعض ما جاء في الدراسة الأولى, وهو أن الشعر قد "توارى بين ركام الأخبار", وتراجم الشعراء والأحكام التي يتناقلها الخلف عن السلف, ثم لا يكون من وراء ذلك شيء", وإن طائفة من النقاد قد اعتدت بأطراف من نظرية "تين", وجعلت من ثالوثها المركب من "الجنس والبيئة والعصر" عصًا سحرية لقفت ما عداها"[2].
ويتبنّى الباحث مقولة "هيدجر"[3] من أن الشعر هو الذي يبدأ بجعل اللغة ممكنة، وأنه هو اللغة البدائية للشعوب والأقوام، وأما ماهية اللغة فتهم من خلال ماهية الشعر, وأما الشعر فهو الأساس الذي يقوم عليه التاريخ وليس زينة تصاحب الوجود الإنساني, ولا مجرد تعبير عن روح الثقافة.
وأما منهجه في الدراسة فهو البحث عن اللغة في القصائد، ولكن البحث عن لفظ مستعار أو وجه من وجوه التشبيه، ولكن هدفه "البحث عن الوجود الشعري الذي يتحقق في اللغة باعتبارها فكرًا للشعر لا يلبث الشاعر معه أن يجد نفسه وقد أحاطت به الكلمات من كل جانب"[4]. [1] التركيب اللغوي للأدب، المقدمة. [2] الشعر واللغة، ص1. [3] نفسه 2، 3. [4] نفسه 6.
اسم الکتاب : الأدب الجاهلي في آثار الدارسين قديما وحديثا المؤلف : عفيف عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 315