اسم الکتاب : الأدب الجاهلي في آثار الدارسين قديما وحديثا المؤلف : عفيف عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 309
الجاهلي أيضًا مرتبط بمجموعة من القيم المتماثلة التي تحدد مستويات الارتباط بهما، ولكن لباحث لا يلبث أن يستدرك بأن ما أورده لا يعني أن المرأة دائمًا ترمز إلى القبيلة أينما وجدت في قصائد الشاعر، بل ربما كانت امرأة حقيقية، بصفتها وطبيعتها[1].
وثمة ظاهرة أخرى, وهي حب الفرد للقبيلة, ويعزز هذا ثنائية أخرى مهمة في التكوين الاجتماعي هي الاغتراب والتوحد, وقد انعكست هذه الظاهرة بشكل حاد في ديوانه[2], ولهذا التوحد مردود أمني يتجاوز حدود الفرد إلى المجموع[3].
وثمة ثنائية أخرى في شعره هي ثنائية الثابت والتحوّل التي تشكّل معنى اجتماعيًّا كبيرًا ناقشه زهير مناقشة شعرية جادة؛ لأن فيه موقفًا مبدئيًّا نابعًا من عاطفتي الحب للعشيرة والإخلاص لمبادئها العليا "هرم بطل زهير الاجتماعي"[4].
والرحلة تشكل صورة مركزية في كثير من قصائد زهير، وهي لا تنفصل بحالٍ عن حاجته الداخلية للتحول من حال إلى حال، لذلك يأتي موقعها وسطًا بين عالمين من القصيدة: عالم عطلت فيه الحياة، وعالم دبت فيه الحياة، ولهذا اتخذت طابعًا قاسيًا[5]. فحركة الظعائن هي حركة نحو البديل الأجمل[6].
وأما الموت فقد شكلت رؤيا البقرة وافتراس السباع ابنها، سلوكًا شعريًّا أدار عليه زهير كثيرًا من صوره الكبرى[7], وقد عبر عن الموت الذي يأتي بالحياة في صورة مفردة, وفي مجالات أخرى أحيانًا كموت المال الذي يكون لابتعاث حياة جديدة. فالمغالبة العنيدة الذكية شعار زهير في فلسفة الموت والحياة, ولكنها مغالبة الأمان والسلام المتوازن للذات والآخرين, وفي هذا حل للتناقض الذي يبدو في دعواته المتكررة للسلام[8].
وأما المكان فقد تعلّق به زهير وأحسّ بفاعليته، هو عنده موضع للموت [1] الصورة الرؤية عند زهير 89. [2] نفسه 89. [3] نفسه 91. [4] نفسه 101. [5] نفسه 103 وما بعدها. [6] نفسه 108. [7] نفسه 109. [8] نفسه 111.
اسم الکتاب : الأدب الجاهلي في آثار الدارسين قديما وحديثا المؤلف : عفيف عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 309