اسم الکتاب : الأدب الجاهلي في آثار الدارسين قديما وحديثا المؤلف : عفيف عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 159
نماذجه الواقعية الثورية. ويتَّهم صلاح عبد الصبور[1] معظم دراساتنا لتراثنا العربي بأنها دراسات قاصرة؛ لأنها لم تعمد لغرض الشعر الجوهري، وهو اكتشاف الجانب الجمالي والوجداني من الحياة والتعبير عنه بالكلمات المموسقة، فالشاعر العظيم مكتشف عظيم في عالم الجمال والوجدان؛ لأنه يرى الأشياء والأحاسيس رؤية طازجة، فنظرته ليست وليدة المنطق، وإنما وليدة الحدس، وأدواته هي الخيال الخصيب.
ويعترف الدكتور يوسف خليف[2] بوجود جوانب من الشعر الجاهلي ما زالت في حاجة إلى مزيد من الدراسة للكشف عمَّا يكتنفها من غموض بالرغم من كثرة الدراسات التي قامت حول الشعر الجاهلي، وبالرغم من اهتمام الباحثين بهذا الشعر.
وماذا بعد؟
وإذا كان هذا العدد الكثير من الدراسين والنقَّاد قد أوردوا هذه المآخذ، وعدُّوها سبب التعثر والتخبط في دراسة الشعر الجاهلي، فما البديل الذي طرحوه أولًا؟ وبعد ذلك ما المناهج التي بلوروها وعدوها صالحة للكشف عن حقيقة الشعر الجاهلي؟ وللإجابة عن السؤال الأول سنعرض لآرائهم المختلفة في هذا الأمر.
فالدكتور أحمد كمال زكي[3] يرى أن المؤرخ الجديد ينبغي له أن يتحرك في إطار مفهوم يحقق التكامل الفني بين أشكال التعبير المختلفة في الأدب العربي, مع الحرص على تقديم الخلفية الجاهلية بالوضوح الذي رفضه الشراح القدامى، وتصحيح المفاهيم الرائجة نتيجة استعباد بعض الأنواع الأدبية، كما يجب عليهم أن يستغلوا الرمز في إعطاء البناء الحقيقي لحضارتنا العربية القديمة؛ لأن عدم استغلاله أفقدنا أعرافًا ومجموعات كبيرة من السلوك، واستغلق عنَّا معنى ما أبدعته الجاهلية من فنٍّ شعري عظيم. وخلاصة رأيه أنه معالجة المضمون في المحل الأول بالرغم من تقديره كل ما قدمته التشكيلات الشعرية من قيم جمالية. [1] قراءة جديدة لشعرنا القديم، دار النجاح، بيروت، 1973، ص20. [2] دراسات في الشعر الجاهلي ص4. [3] انظر دراسات في النقد الأدبي 151، تراثنا الشعري والتاريخ الناقص، فصول مجلد4 عدد 2 "1984" ص11-23.
اسم الکتاب : الأدب الجاهلي في آثار الدارسين قديما وحديثا المؤلف : عفيف عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 159