اسم الکتاب : الأدب الجاهلي في آثار الدارسين قديما وحديثا المؤلف : عفيف عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 145
دراس الشعر الجاهلي لم يكن من أهدافه ما نحن بصدده، بل كانت له أهداف أخرى.
يذهب الدكتور إبراهيم عبد الرحمن في دراسة له إلى قصور النقد القديم في جوانب أهمها: إنه قصر في فهم شعرنا القديم في سياقه الأدبي ودلالاته الحضارة[1].
وتقول بنت الشاطئ محددة منهجها: "أريد أن أستخلص لأدبنا العربي قيمًا جديدة نابعة من تراثنا الأصيل, دون التزام بالقيم وبالأحكام التي ذهب إليها من نظروا في هذا التراث بذوق عصرهم، وحكموا عليه بعقلية زمانهم, وقوموه بموازين بيئاتهم ومجتمعهم ... "[2].
ويرى صلاح عبد الصبور أن مقياس دراسة الشعر تقدير النفس والحياة، ولذا فقد قصرت معظم الدراسات التراثية لعدم تعمقها لهذا الغرض الجوهري[3].
أما الدكتور كمال أبو ديب فيرى أن القراءة السائدة للشعر الجاهلي قراءة صلة تفقده التحليل، بل تفقده خصيصة الشعر الأولي، وهي كونه تجسيدًا لاستجابة إنسانية، ورؤيا للعالم جماعية وفردية في آنٍ واحد[4].
ولا نريد أن نسترسل في إيراد آراء الباحثين؛ لأن من عرضنا لهم يمثلون اتجاهات مختلفة، وكلهم أجمعوا على قصور النقد القديم عن سبر أغوار الشعر الجاهلي، أو لنقل: إن ذلك لم يكن من أهدافهم لأسباب معلنة، وأخرى غير معلنة.
ولم يتوقف رفضهم لمنهج القدماء في نقد الشعر الجاهلي وتحليله, بل رفض بعضهم أيضًا منهج المستشرقين في دارسات الشعر الجاهلي، وقد سقنا بعضه في حديثنا عن جهود المستشرقين.
وبالرغم من تلك الدراسات الكثيرة حول الأدب الجاهلي بعامّة والشعر [1] من أصول الشعر العربي القديم، مجلة فصول، مجلد4، عدد2، "1984"، ص24-41. [2] قيم جديدة للأدب العربي القديم والمعاصر، معهد الدراسات والبحوث العربية 1966، ص14. [3] قراءة جديدة لشعرنا القديم، بيروت، دار النجاح، 1973، المقدمة. [4] من الفصل السادس من كتاب يصدر عن المؤسسة العامة للكتاب بمصر، 1986.
اسم الکتاب : الأدب الجاهلي في آثار الدارسين قديما وحديثا المؤلف : عفيف عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 145