اسم الکتاب : الأدب الجاهلي في آثار الدارسين قديما وحديثا المؤلف : عفيف عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 124
القدامى. لا ننكر أن شعراء آخرين نالوا قدرًا من الاهتمام في كتب تاريخ الأدب، ولكنهم أيضًا قلة كما أسلفنا في مكان آخر من هذه الدراسة.
هناك كثير من الشعراء ممن تميزوا بمواقف خاصة، أو طُبِعَ شعرهم بطابع مميز لم ينالوا اهتمامًا كافيًا، ويبدو أن الباحث في هذا العصر يجد المادة التي يحتاج إليها وفيرة حين يبحث في شاعر مشهور فتغيره المادة فلا يهتم بالشعراء الآخرين.
إن صورة العصر الجاهلي يمكن أن تختلف كثيرًا لو أننا تناولنا بالدراسة شعراء مغمورين, أو مجموعة من الشعراء لهم انتماء فكري أو طابع محلي مميز.
ورب قائل يقول: إن الدراسات الجامعية والكتب التي نشرت تناولت أولئك، ولكن المقالة أو البحث المختصر المركَّز ينتشر أكثر وقرَّاؤه أكثر.
5- دارسات نقدية تناولت ظاهرة معينة "ثمان وخسمون دراسة":
وهذا اللون من الدراسات أكثر خصبًا من سابقته، فقد ذكرت هذه الدراسة أكثر من خسمين بحثًا تناولت ظواهر كثيرة في الشعر الجاهلي".
وقد ركزت اهتمامها على الشعر الجاهلي, ولم يحظ النثر بشيء من الاهتمام.
6- مناهج دراسة الأدب الجاهلي "خسمون دراسة":
وقد صنفنا تحت هذا العنوان كل دراسة حَوَت في مضمونها اتجاهًا لدراسة الأدب الجاهلي، وإن كان عنوانها لا يشي أحيانًا بذلك, فقد تكون دراسة عن شاعر, ولكن الدراسة تنحو منحى معينًا يمكن أن يندرج تحت منهج معين, وهذا اللون من الدراسات هو الاتجاه الأحدث والأخير في دراسة الأدب الجاهلي؛ لأن الدراسات التقليدية السابقة استوفت الجوانب التاريخية والجغرافية والأدبية وغيرها المتصلة بذلك الأدب، ولأن معظم الدراسات السابقة ظل يحوم حول المشكلة وهي دراسة النص الشعري أو النثري بغير خوض مباشر فيه وفق منهج معين محدد المعالم.
وبالرغم من كل ما يمكن أن يقال عن عدم وضوح الرؤيا عند بعض الباحثين من هذه المجموعة, إلّا أن المحاولة مستمرة، بعضهم قد اتضحت معالم المنهج الذي تبناه، وبعضهم قطع شوطًا كبيرًا, لكن لم تتبلور معالمه بعد. والمؤمل أن يسفر المخاض والصراع ومرور الوقت عن بلورة منهاج أو أكثر يستطيع أن يكشف عن
اسم الکتاب : الأدب الجاهلي في آثار الدارسين قديما وحديثا المؤلف : عفيف عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 124