اسم الکتاب : الأدب الجاهلي في آثار الدارسين قديما وحديثا المؤلف : عفيف عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 11
أولًا: عمر الشعر الجاهلي الذي وقع إلينا، وهي قضية متفرعة عن أولية الشعر نفسه.
ثانيًا: شعراء الجاهلية المعروفون, وما انتهى إلينا من أشعارهم ومقدار هذا الشعر.
ثالثًا: وضع الشعر ونحله شعراء الجاهلية, أهي صحيحة أم باطلة؟ وإن صحَّت, فأين هذا المنحول فيما وصلنا من العلماء الرواة من أشعارهم؟
وهذه القضايا كما نرى متصلة بالتدوين وتأخُّرِه عن عصر الإنشاد؛ فالشعر الجاهلي وروايته مرَّ بالمراحل التالية: مرحلة الإنشاد، فمرحلة التجميع، فمرحلة التدوين، فمرحلة التحقيق، وأخيرًا مرحلة الدراسة والتحليل.
9- أن بلادهم كانت وقفًا عليهم, فلم يتمكن طامع أو دخيل من اقتحام بلادهم، وخطورة هذا الأمر أنه -أي: الباحث- لا يسعفه مصدر خارجي.
10- تطبيق المذاهب النقدية والمصطلحات الحديثة عليه، فقد ذهب الباحثون المحدثون مذاهب شتَّى في ذلك، وتباينت آراؤهم، فمن رافضٍ إلى راض إلى أن نطبقها بحذر، وسنعرض بالتفصيل لذلك الأمر فيما بعد.
وأدب الجاهلية ابن تلك البيئة متأثِّر بها مؤثر فيها, وقد تأثَّر بعوامل كثيرة طبعته بطوابع عُرِفَ بها، ومن أبرز تلك العوامل الصحاري الشاسعة التي غلبت على الجزيرة حتى قيل: إن أرض العرب معظمها صحاري، وقد لعبت الصحراء دورًا بارزًا في تشكيل الحياة السياسية والاجتماعية، كما أثرت في تحديد قيم العربي وأخلاقه، وكانت تخيفه وتحميه في الوقت نفسه، ونستطيع أن نزعم بأنها تركت بصامتها على كل شيء في تلك الفترة، وتأثيرها على أدب تلك الفترة لم يبحث بشكل جدي بعد، وأرجو أن يسعفني الوقت للبحث في ذلك قريبًا.
وأما العامل الثاني: فهو البنية الاجتماعية، فالقبيلة التي شكلت الوحدة السياسية آنذاك، وكانت بمثابة الدولة في أيامنا هذه، وقانون العصبية وما تبعه من ثأر وجوار، وذوبان شخصية الفرد في الجماعة، وطغيان روح الجماعة على النزعة الفردية، كل هذه أثَّرت في أدب الجاهلية وصبغته بصبغة متميزة، فلم يعرف الأدب
اسم الکتاب : الأدب الجاهلي في آثار الدارسين قديما وحديثا المؤلف : عفيف عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 11