اسم الکتاب : إعتاب الكتاب المؤلف : ابن الأبار الجزء : 1 صفحة : 242
العزائم أمضى من البيض الحداد، وقطعوا لهم المراحل شفعاً، لا يذوقون النوم إلا غراراً مثل حسو الطير ماء الثماد، فجعلوا يستدرجون عزائم التوحيد وحادي المنايا يحدوهم إلى مضاجعهم أن انزلوها، ولسان القضاء المقدور يخاطب المشرفيات الذكور، أن حطوا عن منازل الكواهل رءوس رؤساء الباطل واستنزلوها، وكان مرامهم في هذا المطال بالنزال، والوقوف للحتوف أن تنفد أزودة الموحدين وعلوفاتهم، ريثما يلحق بهم من استدعوا ليعودوا من الهرب إلى الطلب، ويحلوا منزلة الفائز بالغلب وحسن المنقلب " ويأبى الله إلاّ أنْ يُتمَّ نُورَه "، ويكمل لأمره العظيم في الأعداء أُموره، ولم يعلموا ان لله بهذه العصابة المجاهدة عن حريم البلاد، الكافة أيدي هؤلاء الأحزاب المراد، عنايةً لا يفتقرون بها إلى الأزواد، ورعايةً تحميهم من النوب الشداد، وتؤويهم من فضله وإحسانه إلى أرحب جناب وأرغب عتاد، ولم يزل ذلك دأبهم، وما انفك إعلانهم بالمقابلة بكتم قربهم حتى حلوا بمنهل يعرف بوادي أبي موسى من سفح جبل نفوسة وفيه أتاهم من نفات وآل سليمان وآل سالم وجموع وافرة
اسم الکتاب : إعتاب الكتاب المؤلف : ابن الأبار الجزء : 1 صفحة : 242