responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أشعار الشعراء الستة الجاهليين المؤلف : الأعلم الشنتمري    الجزء : 1  صفحة : 41
يخططن بالعيدان في كل مقعد ... ويخبأن رمان الثدي النواهد
ويضربن بالأيدي وراء براغز ... حسان الوجوه كالظباء العواقد
غرائر لم يلقين بأساء قبلها ... لدى ابن الجلاح ما يثقن بوافد
أصاب بني غيظ فأصحوا عباده ... وحللها نعمى على غير واحد
فلابد من عوجاء تهوى براكب ... إلى ابن الجلاح سيرها الليل قاصد
تخب إلى النعمان حتى تناله ... فدى لك من رب طريفي وتالدي
فسكنت نفسي بعدما طار روحها ... وألبستني نعمى ولست بشاهد
وكنت امرأ لا أمدح الدهر سوقة ... فلست على خير أتاك بحاسد
سبقت الرجال الباهشين إلى العلا ... كسبق الجواد اصطاد قبل الطوارد
علوت معداً نائلاً ونكاية ... فأنت لغيث الحمد أول رائد
- 26 - وقال في وقعة عمرو بن الحارث الأصغر الغساني ببني مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان:
أهاجك من أسماء رسم المنازل ... بروضة نعمي فذات الأجاول
أربت بها الأرواح حتى كأنما ... تهادين أعلى تربها بالمناخل
وكل ملث مكفهر سحابه ... كميش التوالي مرثعن الأسافل
إذا رجفت فيه رحى مرجحنة ... تبعق ثجاج غزير الحوافل
عهدت بها حياً كراماً فبدلت ... حناطيل آجال النعام الجوافل
ترى كل ذيال يعارض ربرباً ... على كل رجاف من الرمل هائل
يثرن الحصى حتى يباشرن برده ... إذا الشمس مجت ريقها بالكلاكل
وناجية عديت في متن لاحب ... كسحل اليماني قاصد للمناهل
له خلج تهوى فرادى وترعوي ... إلى كل ذي نيرين بادي الشواكل
وإني عداني عن لقائك حادث ... وهم أتى من دون همك شاغلي
نصحت بني عوف فلم يتقبلوا ... وصاتي ولم تنجح لديهم وسائلي
فقلت لهم لا أعرفن عقائلاً ... رعابيب من جنبي أريك وعاقل
ضوارب بالأيدي وراء براغز ... حسان كآرام الصريم الخواذل
خلال المطايا يتصلن وقد أتت ... قنان أبير دونها والكواثل
وخلوا له بين الجناب وعالج ... فراق الخليط ذي الأذاة المزايل
ولا أعرفني بعد ما قد نهيتكم ... أجادل يوماً في شوي وجامل
وبيض غريرات تفيض دموعها ... بمستكره يذرينه بالأنامل
وقد خفت حتى ما تزيد مخافتي ... على وعل في ذي المطارة عاقل
مخافة عمرو أن تكون جياده ... يقدن إلينا بين حاف وناعل
إذا استعجلوها عن سجية مشيها ... تتلع في أعناقها بالجحافل
شوازب كالأجلام قد آل رمها ... سماحيق صفراً في تليل وفائل
ويقذفن بالأولاد في كل منزل ... تشحط في أسلائها كالوصائل
ترى عافيات الطير قد وثقت لها ... بشبع من السخل العتاق الأكائل
برى وقع الصوان حد نسورها ... فهن لطاف كالصعاد الذوابل
مقرنة بالعيس والأدم كالقنا ... عليها الحبور محقبات المراجل
وكل صموت نثلة تبعية ... ونسج سليم كل قضاء ذائل
علين بكديون وأبطن كرة ... فهن وضاء صافيات العلائل
عتاد امرئ لا ينقض البعد همه ... طلوب الأعادي واضح غير خامل
تحين بكفيه المنايا وتارة ... تسحان سحا من عطاء ونائل
إذا حل بالأرض البرية أصبحت ... كئيبة وجه غبها غير طائل
يؤم بربعي كأن زهاءه ... إذا هبط الصحراء حرة راجل
- 27 - وقال يمدح النعمان بن المنذر:
أمن ظلامة الدمن البوالي ... بمرفض الحي إلى وعال
فأمواه الدنا فعويرضات ... دوارس بعد أحياء حلال
تأبد لا ترى إلا صواراً ... بمرقوم عليه العهد خال
تعاورها السواري والغوادي ... وما تذرى الرياح من الرمال
أثيت نبته جعد ثراه ... به عوذ المطافل والمتالي
يكشفن الألاء مزينات ... بغاب ردينة السحم الطوال
كأن كشوحهن مبطنات ... إلى فوق الكعوب برود خال
فلما أن رأيت الدار قفرا ... وخالف بال أهل الدار بالي
نهضت إلى عذافرة صموت ... مذكرة تجل عن الكلال
فداء لامرئ سارت إليه ... بعذرة ربها عمي وخالي
ومن يغرف من النعمان سجلاً ... فليس كمن يتيه في الضلال

اسم الکتاب : أشعار الشعراء الستة الجاهليين المؤلف : الأعلم الشنتمري    الجزء : 1  صفحة : 41
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست