اسم الکتاب : أسواق الذهب المؤلف : شوقي،ق أحمد الجزء : 1 صفحة : 104
الجمال
جمعت الطبيعة عبقريتها فكانت الجمال، وكان أحسنه وأشرفه ما حل في الهيكل الآدمي، وجاوره العقل الشريف والنفس اللطيفة والحياة الشاعرة؛ فالجمال البشري سيد الجمال كله. . . لا المثال البارع استطاع أن يخلعه على الدمى الحسان، ولا للنيرات الزهر في ليالي الصحراء ماله من لمحة وبهاء، ولا لبديع الزهر وغريبة في شباب الربيع ماله من بشاشة وطيب. وليس الجمال بلمحة العيون، ولا ببريق الثغور، ولا هيف القدود، ولا أسالة الخدود، ولا لؤلؤ الثنايا وراء عقيق الشفاه، ولكن شعاع علوي يبسطه الجميل البديع على بعض الهياكل البشرية، يكسوها روعة ويجعلها سحرا وفتنة للناس.
اسم الکتاب : أسواق الذهب المؤلف : شوقي،ق أحمد الجزء : 1 صفحة : 104