اسم الکتاب : أدب الخواص المؤلف : الوزير المغربي الجزء : 1 صفحة : 137
لا اُحب النديم يومض بالعين ... إذا ما انتشى لعرس النيم
والمروؤة مصدر المرء كالرجولة مصدر رجل، وقال الفراء: أنه سمع إعرابياً قيل له: فلان امرؤ سوءٍ فقال: وما رأيت من مروؤة سوئه؟ ولا فرق عندي بين أن يقال: في فلان مروؤة وبين أن يقال: فيه رجولة، أو فيه إنسانية، إلا أن المروؤة قد نقات عن أصلها الذي وضعت له إلى صفات خاصة.
وقد أحكمنا أمره وضع الأسماء ونقلها في كتاب غير هذا.
واختلف الناس بعد في المروؤة، وأحسن الأقوال فيها ما أخبرنا به عن أمير المؤمنين على - صلوات الله عليه - إنه قال: المروؤة موصوفة في كتاب الله عز وجل حيث يقول: (إنَّ اللهَ يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ، وإِيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاءِ والمنكرِ والبغي) وقال السمي القاضي: المروؤة أن لا تصنع شيئاً في السر تستحيي منه في العلانية. وقال الحسن بن سهل - وأحسن -: نعم العون على المروؤة احتشام العامة. والكلام في هذا طويل لا يقتضيه هذا الموضع.
ويقال للرجل: مريء إذا كان ذا مروؤة، على وزن فعيل، كما يقال له: رجيل، إذا كان ذا رجولة، قال عبد الله بن غويث الفقيمي - من فقيم بن جرير بن دارم -:
وقد علم الجاني الفقيمي أننا ... مصاليط حمالون عنه مثي الدم
ولا يمنع الإصرام منا مروؤة ال ... مرئ ولا أكرومة المتكرم
ومنه يقال: أمرؤ القيس، أي رجل القيس، والقيس الشدة، قال الشاعر - أنشدنيه أبو أسامة -:
وأنت على الأعداء قيسٌ ونجدةٌ ... وللطارق العاني هشامٌ ونوفلُ
النوفل: كثرة العطاء، والهشام نحوه، وما أعرف قائل البيت إلى اليوم، الذي
اسم الکتاب : أدب الخواص المؤلف : الوزير المغربي الجزء : 1 صفحة : 137