اسم الکتاب : مغني اللبيب عن كتب الأعاريب المؤلف : ابن هشام، جمال الدين الجزء : 1 صفحة : 24
{مبعوثون} وَإنَّهُ اكْتفى بِالْفَصْلِ بَينهمَا بِهَمْزَة الِاسْتِفْهَام وَجوز الْوَجْهَيْنِ فِي مَوضِع فَقَالَ فِي قَوْله تَعَالَى {أفغير دين الله يَبْغُونَ} دخلت همزَة الْإِنْكَار على الْفَاء العاطفة جملَة على جملَة ثمَّ توسطت الْهمزَة بَينهمَا وَيجوز أَن يعْطف على مَحْذُوف تَقْدِيره أيتولون فَغير دين الله يَبْغُونَ
فصل
قد تخرج الْهمزَة عَن الِاسْتِفْهَام الْحَقِيقِيّ فَترد لثمانية معَان
أَحدهَا التَّسْوِيَة وَرُبمَا توهم أَن المُرَاد بهَا الْهمزَة الْوَاقِعَة بعد كلمة سَوَاء بخصوصها وَلَيْسَ كَذَلِك بل كَمَا تقع بعْدهَا تقع بعد مَا أُبَالِي وَمَا أَدْرِي وليت شعري ونحوهن وَالضَّابِط أَنَّهَا الْهمزَة الدَّاخِلَة على جملَة يَصح حُلُول الْمصدر محلهَا نَحْو {سَوَاء عَلَيْهِم أَسْتَغْفَرْت لَهُم أم لم تستغفر لَهُم} وَنَحْو مَا أُبَالِي أَقمت أم قعدت أَلا ترى أَنه يَصح سَوَاء عَلَيْهِم الاسْتِغْفَار وَعَدَمه وَمَا أُبَالِي بقيامك وَعَدَمه
وَالثَّانِي الْإِنْكَار الإبطالي وَهَذِه تَقْتَضِي أَن مَا بعْدهَا غير وَاقع وان مدعيه كَاذِب نَحْو {أفأصفاكم ربكُم بالبنين وَاتخذ من الْمَلَائِكَة إِنَاثًا} فاستفتهم ألربك الْبَنَات وَلَهُم البنون) {أفسحر هَذَا} {أشهدوا خلقهمْ} {أَيُحِبُّ أحدكُم أَن يَأْكُل لحم أَخِيه مَيتا}
اسم الکتاب : مغني اللبيب عن كتب الأعاريب المؤلف : ابن هشام، جمال الدين الجزء : 1 صفحة : 24