اسم الکتاب : معاني الحروف المؤلف : الرماني، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 5
استفهام نحو قولك: من عندك فتقول مجيبا زيد أو عمرو وهي نظير ما إلا أنها لمن يعقل خاصة وما للأجناس كائنا ما كانت ومن ذلك قوله تعالى: (يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا) ، فخرجه مخرج الاستفهام ومعناه التنبيه على حال لم يكونوا متنبهين عليها.
وجزاء نحو: من يأتني أكرمه قال الشاعر
من يفعل الحسنات الله يشكرها ... والشر بالشر عند الله مثلان
وموصولة نحو: من يأتيك أكرمه، وإن من في الدار يكرمك، ومن ذلك قوله تعالى: (ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا) أي منهم الذي يقول وموصوفة نحو: مررت بمن خير منك وهي نكرة، قال الشاعر:
يا رب من يبغض أذوادنا ... رحن على بغضائه واغتدين
فدخول رب عليها دل على أنها نكرة وكذلك قول الآخر:
رب من أنضجت غيظا صدره ... قد تمنى لي موتا لم يطع
ومحمولة على التأويل في التثنية والجمع والتأنيث نحو قول الفرزدق:
تعالى فإن عاهدتني لا تخونني ... نكن مثل من يا ذئب يصطلحان
فثنى ضمير من على التأويل، ومن ذلك قوله عز وجل: (وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ) . فجمع على التأويل؛ فأما قوله تعالى: (وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ) ؛ في موضع آخر فعلى اللفظ وأما الحمل على التأويل في التأنيث فنحو قوله تعالى: (ومن تقنت منكن لله ورسوله) فمن قرأه بالياء حمله على اللفظ.
وموسومة بعلامة نكرة في مثل قول القائل: رأيت رجلا فتقول منا فإن قال هذا رجل فتقول: منو وإن قال مررت برجل فتقول: مني تسمها بعلامة تدل على أنك مستفهم عن نكرة فإن قال: رأيت رجلا قلت منن وإن قال هؤلاء رجال قلت منون كما قال:
أتوا ناري فقلت منون أنتم ... فقالوا الجن قلت عموا ظلاما
ومنقولة من اجل أم كقوله تعالى: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا) . نقلتها عن الاستفهام من اجل أم لأنه لا يدخل استفهام على استفهام كما نقلتها حين أدخلت عليها أم في قوله:
أم هل كبير بكى لم يقض عبرته ... إثر الأحبة يوم البين مشكوم
قال أم قد كبير فنقلها عن معنى الاستفهام إلى معنى قد.
أي
وأي لها سبعة أوجه استفهام نحو أي القوم عندك وأيهم ضربت وبأيهم مررت فإن كانت استفهاما عمل فيها ما بعدها ولم يعمل فيها ما قبلها ومن ذلك قوله تعالى: (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) . تنصب أيا بينقلبون ولا يجوز نصبها بسيعلم لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله لأن له صدر الكلام ويعمل فيه ما بعده لأنه لا يخرجه عن المصدر في اللفظ.
وجزاء نحو قولك: أيهم تر يأتك تنصبها بتر وتجزم تر بها والجواب يأتك ومن ذلك قوله تعالى: (قُلِ ادْعُواْ اللهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى) . تنصب أيًا بتدعوا وتجزم تدعوا بأي والجواب الفاء في فله.
وبمعنى الذي نحو: لأضربن أيهم في الدار بمعنى لأضربن الذي في الدار وهذه يعمل فيها ما قبلها لأنها بمعنى الذي. ومن ذلك قوله جل وعز في قراءة بعض القراء: (ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا) . بالنصب فأما من رفع أيهم ففي ذلك للنحويين ثلاثة أقوال. رفعه على الحكاية كأنه قال ثم لننزعن قائلين أيهم أشد وهذا وجه حسن، لأن في ننزع دليلا على معنى القول لأنه ينزع بالقول. والوجه الثاني قول سيبويه: إنها بمعنى الذي إلا أن صلتها لما حذف منها العائد بنيت على الضم فيجوز على هذا لأضربن أيهم قائل لك شيئا ولا يجوز على قول الخليل؛ والوجه الثالث قول يونس إن قوله تعالى: لننزعن معلقة كما يعلق العلم في قولك قد علمت أيهم في الدار؛ وصفة كقولك: مررت برجل أي رجل وبكريم أي كريم.
وحال نحو: مررت بزيد أي رجل تنصب أي رجل على الحال لأن الذي قبلها معرفة فلا يجوز أن تجري عليه الصفة.
ومتصرفة في الإفراد والإضافة والتذكير والتأنيث نحو: أي القوم أتاك وإن شئت قلت أي أتاك وتقول أية امرأة. عندك وأي رجل في الدار.
اسم الکتاب : معاني الحروف المؤلف : الرماني، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 5