responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فتح المتعال على القصيدة المسماة بلامية الأفعال المؤلف : الصعيدي، حمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 193
تَنْبِيهَانِ:
الأول: قَوْله: من (اِحْسِبْ) و (اِنْعَمْ) و (اِوْلَهْ) صِيغ أَمر وَهِي تدل على وزن الْمُضَارع؛ لِأَن الْأَمر مقتضب مِنْهُ، فَيجوز فِيهَا الْفَتْح وَالْكَسْر تبعا لمضارعها لَكِن (اِوْلَهْ) جَاءَ على لُغَة الْفَتْح، وَيُقَال على لُغَة الْكسر (لِهْ) و (عِدْ) وَأَصله (اِوْلِه) حذفت مِنْهُ الْوَاو حملا على مضارعه لوقوعها فِيهِ أَي الْمُضَارع بَين عدوّتيها[1] ثمَّ حذفت همزَة الْوَصْل للاستغناء عَنْهَا؛ لِأَنَّهُ أُتِيَ بهَا توصّلا للنطق بالساكن وَقد زَالَ[2].
وَقَوله (مَعَ وَغِرْتَ وَحِرْتَ الخ) بتعدادها من غير حرف الْعَطف، وَهُوَ على تَقْدِيره، وَذَلِكَ جَائِز لضَرُورَة الشّعْر اتِّفَاقًا، وَكَذَلِكَ فِي السَّعة إِذا دلّ عَلَيْهَا دَلِيل[3]، على مَا اخْتَارَهُ فِي التسهيل[4] تبعا لأبي عليّ[5] وَابْن عُصْفُور6،

[1] - وهما الْيَاء الْمَفْتُوحَة والكسرة وتوضيح هَذِه الْمَسْأَلَة هِيَ: أَن مضارع (ولِهَ) الثلاثي (يَوْلِهُ) حرف المضارعة فِيهِ بَاء مَفْتُوحَة، وعينه مَكْسُورَة كسرة ظَاهِرَة - ويسري هَذَا الحكم مَعَ كسرة الْعين الْمقدرَة ? (وَقَعَ يَقعُ) - فالكسرة بعض الْيَاء وَهِي ترغب فِي الِاتِّصَال بهَا ولاسيّما أَن مَا بَينهمَا حرف علّة سَاكن والساكن كالميّت الْمَعْدُوم فحذفت الْوَاو استثقالاً لوقوعها بَين الْيَاء الْمَفْتُوحَة والكسرة فَقيل (يَلهُ) ثمَّ حملت بقيّة أحرف المضارعة على الْيَاء طرداً للباب على وتيرة وَاحِدَة وَإِنَّمَا الأَصْل فِي الْحَذف للياء، وَحمل الْأَمر على الْمُضَارع لِأَنَّهُ مَقْطُوع مِنْهُ.
ينظر شرح الشافية للرضي: 3/88.
[2] - ثمّ اتَّصَلت بهَا هَاء السكت لبَقَاء الْفِعْل على حرف وَاحِد.
[3] - فِي هَذِه الْمَسْأَلَة رأيان للنحاة: الأول يُجِيز حذف حرف الْعَطف فِي السعَة إِذا دلّ عَلَيْهِ دَلِيل وَبِه قَالَ أَبُو عَليّ الْفَارِسِي وَابْن عُصْفُور وَابْن مَالك، والرأي الثَّانِي يقصره على الضَّرُورَة وَبِه قَالَ ابْن جني والسهيلي.
ينظر ارتشاف الضَّرْب: 2/661، وهمع الهوامع: 5/ 274.
[4] - ينظر تسهيل الْفَوَائِد: 178، وَشَرحه لِابْنِ مَالك: 3/380، وارتشاف الضَّرْب: 2/661، والمساعد لِابْنِ عقيل: 2/472.
[5] - ينظر رَأْيه فِي ارتشاف الضَّرْب: 2/ 661، والمساعد: 2/474.
6 - ينظر شرح الْجمل لِابْنِ عُصْفُور: 1/253.
وَابْن عُصْفُور: هُوَ عَليّ بن مُؤمن بن مُحَمَّد بن عُصْفُور الأشبيلي الْحَضْرَمِيّ إِمَام فِي الْعَرَبيَّة نَشأ فِي الأندلس وَبهَا توفّي عَام 667? لَهُ من المصنفات شرح جمل الزجاجي، والمقرب، والضرائر وَغَيرهَا.
تنظر تَرْجَمته فِي: فَوَات الوفيات: 3/109، والوافي بالوفيات: 22/ 265، وبغية الوعاة: 2/210.
اسم الکتاب : فتح المتعال على القصيدة المسماة بلامية الأفعال المؤلف : الصعيدي، حمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 193
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست