responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ظاهرة التقاص في النحو العربي المؤلف : دردير محمد أبو السعود    الجزء : 1  صفحة : 162
[2]-إِبْدَال الْهَاء من الْهمزَة:
ذهب ابْن الْأَنْبَارِي وَابْن عُصْفُور وَابْن يعِيش إِلَى أَن الْهَاء تبدل من الْهمزَة فِي مَوَاضِع كَثِيرَة من كَلَام الْعَرَب[7]. وَهَذَا الْإِبْدَال وَارِد فِي الِاسْم وَالْفِعْل والحرف.
(أ) إبدالها فِي الِاسْم:
أما إبدالها فِي الِاسْم فقد ورد فِي: إياك. قَالُوا: هياك. قَالَ الشَّاعِر:
فهياك وَالْأَمر الَّذِي إِن توسعت ... موارده ضَاقَتْ عَلَيْك مصادره8

[7] انْظُر الْإِنْصَاف 131. والممتع[1] / 397وَشرح الْمفصل 8/118 والأشباه والنظائر[1] /135.
8 التصريف المملوكي 44. وَالْوَجِيز 54 والإنصاف 131 وَشرح الْمفصل8/8 11 والممتع[1] /397.
فعلت كَذَا؟ حكى ذَلِك قطرب[1] عَن أبي عُبَيْدَة. وَقَالُوا: ألاَّ فعلت يُرِيدُونَ هلاَّ فعلت.
والإبقاء على الأَصْل فِي (هَل) هُوَ الْأَكْثَر، بيد أَن الْهمزَة وَالْهَاء فِي ألاَّ وهلا سَوَاء.
وَقد عدهما بعض النَّحْوِيين[2] من حُرُوف التحضيض، كَمَا ذهب غَيرهمَا إِلَى أَنَّهُمَا مادتان مستقلتان[3]. فالهمزة أَصْلِيَّة فِي (ألاَّ) كَمَا أَن الْهَاء أَصْلِيَّة فِي (هلاَّ) بِخِلَاف (هَل وأل) فَإِن الِاسْتِفْهَام بهما لَيْسَ على دَرَجَة وَاحِدَة، لِكَثْرَة الِاسْتِفْهَام ووضوحه بهل، وندرته بألْ.
وَجَاء إِبْدَال الْهمزَة من الْهَاء- فِي غير مَا تقدم- على قلَّة فِي اسْم الْفِعْل[4]. قَالُوا فِي هَيْهَات: أيهات.
فإبدال الْهمزَة من الْهَاء إِبْدَال قياسي، وهما من مخرج وَاحِد. وكونهما من مخرج وَاحِد جدير بِأَن يُقَوي هَذَا الْإِبْدَال ويؤكده.
قَالَ الصَّيْمَرِيّ: "قلبت الْهَاء همزَة، لِأَنَّهَا من مخرج الْهَاء، وَهِي أقوى مِنْهَا فِي الصَّوْت "[5].
وَلَكِن ابْن يعِيش[6] ذهب إِلَى أَن هَذَا الْإِبْدَال إِنَّمَا تمّ لضرب من التَّقَاصّ. وَذَلِكَ لِكَثْرَة إِبْدَال الْهَاء من الْهمزَة على الْعَكْس.
وَذَلِكَ أَمر يقتضينا الْإِشَارَة إِلَى إِبْدَال الْهَاء من الْهمزَة- عكس مَا تقدم- حَتَّى نلم بأطراف الْمَسْأَلَة. ونؤكد الظَّاهِرَة الَّتِي ارتضاها ابْن يعِيش.

[1] الممتع 1/ 351.
[2] ابْن النَّحْوِيّ فِي شَرحه للمفصل2 /396.
[3] انْظُر حَاشِيَة الصبان4/ 223.
[4] أمالي ثَعْلَب 47 5 وَابْن يعِيش 0 1/ 5 1 والمزهر2 / 473 والأشباه والنظائر1 /397.
[5] التَّبْصِرَة والتذكرة ص 815.
[6] شرح الْمفصل 10/15.
اسم الکتاب : ظاهرة التقاص في النحو العربي المؤلف : دردير محمد أبو السعود    الجزء : 1  صفحة : 162
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست