responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز    الجزء : 1  صفحة : 27
فالكلم أعم من جهة المعنى؛ لانطلاقه على المفيد وغيره[1] وأخص من جهة اللفظ؛ لكونه لا ينطلق على المركب من كلمتين؛ فنحو: "زيد قام أبوه" كلام؛ لوجود الفائدة، وكلم؛ لوجود الثلاثة بل الأربعة. و"قام زيد" كلام لا كلم. و"إن قام زيد" بالعكس.
والقول: عبارة عن اللفظ الدال على معنى[3]؛ فهو أعم من الكلام والكلم والكلمة, عمومًا مطلقًا[4] لا عمومًا من وجه.
وتطلق الكلمة لغة[5] ويراد بها الكلام[6] نحو: {كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ} . وذلك كثير لا قليل.

[1] المفيد نحو: القطن ثروة مصر، وغير المفيد؛ نحو: إن يجتهد الطالب.
2 فقد تقدم أنه ما تركب من أكثر من كلمتين.
[3] سواء صح السكوت عليه أم لا.
[4] ضابط هذه النسبة بين الأشياء: الاجتماع في الصدق على شيء وانفراد الأعم وهو القول؛ فهو ينفرد في نحو: نور الشمس -ظلمة الليل- غلاف المصحف؛ لأن هذه الأمثلة ليست كلامًا ولا كلمًا ولا كلمة كما سلف. ولهذا قال الناظم: "والقول عم"؛ لأنه ينطبق عليها جميعًا.
[5] قيد بذلك؛ لأنها في الاصطلاح هي: اللفظة الواحدة التي تتركب من بعض الحروف الهجائية، وتدل على معنى مفرد, أي: جزئي.
[6] أي: على سبيل المجاز، من باب تسمية الشيء باسم جزئه. وكذلك يطلق القول ويراد به الرأي والاعتقاد؛ نحو: قال أبو حنيفة كذا, أي: رأى واعتقد.
7 فإن الضمير في "إنها" وفي "قائلها" راجع لقوله تعالى حكاية عن العاصي إذا جاءه الموت: {رَبِّ ارْجِعُونِ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ} ،ومثل قولهم: كلمة الشهادة يريدون: لا إله إلا الله محمد رسول الله. وتقول: قيل في حفل تكريم فلان كلمة رائعة لفلان، يراد: ما قال من خطبة أو شعر. ومن هذا قول الرسول عليه السلام: "أصدق كلمة قالها شاعر، كلمة لبيد بن ربيعة: ألا كل شيء ما خلا الله باطل". وفيما تقدم يقول ابن مالك:
"كلامنا" لفظ مفيد كاستقم ... واسم وفعل ثم حرف "الكلم"
واحده كلمة، "والقول" عم ... وكلمة بها كلام قد يؤم *
أي: إن الكلام عند النحاة هو: اللفظ المفيد، وذلك يستلزم أن يكون مركبًا مقصودًا، كاستقم، والكلم ثلاثة أقسام: اسم وفعل وحرف, مفرده كلمة، والقول يشمل بمعناه هذه الأقسام. وقد يقصد بالكلمة الكلام مجازًا، كما بينا.

* "كلامنا" مبتدأ ومضاف إليه. "لفظ" خبر. "مفيد" صفة للفظ. "كاستقم" جار ومجرور متعلق بمحذوف نعت لمفيد. وهذا الإعراب على اعتبار "استقم" من تمام التعريف. أما إذا جعل مثالًا فهو خبر لمبتدأ محذوف, أي: وذلك كاستقم. وقد جر استقم بالكاف؛ لأنه قصد لفظه "واسم" خبر مقدم. "وفعل ثم حرف" معطوفان على اسم. "الكلم" مبتدأ مؤخر. "واحده كلمة" مبتدأ وخبر. "والقول" مبتدأ "عم" فعل ماض وفاعله يعود على القول والجملة خبر، و"عم" مشددة الميم وقد سكنت للروي، ويجوز أن يكون أفعل تفضيل حذفت همزته.
اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز    الجزء : 1  صفحة : 27
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست