اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 247
وقولهم: "الناس مجزيون بأعمالهم؛ إن خيرًا فخير، وإن شرا فشر؛ أي: إن كان عملهم خيرًا فجزاؤهم خير. ويجوز "إن خير فخيرًا" بتقدير: إن كان في عملهم خير فيجزون خيرا. ويجوز نصبهما[1] ورفعهما[2] والأول أرجحها[3]، والثاني أضعفها[4]، والأخيران متوسطان.
ومثال "لو": التمس ولو خاتمًا من حديد"[5]. وقوله:
لا يأمن الدهر ذو بغي ولو ملكًا6
= اللغة والإعراب:
مطرف: اسم عظيم قومها. "لا" ناهية. "تقربن" مضارع مبني على الفتح؛ لاتصاله بنون التوكيد. "الدهر" منصوب على الظرفية. "آل مطرف" مفعول تقربن، ومضاف إليه. "إن" شرطية. "ظالما" خبر لكان المحذوفة مع اسمها؛ أي: إن كنت ظالمًا. "وإن مظلوما" مثل ما قبله.
المعنى: ابتعد عن هؤلاء القوم ولا تتعرض لهم؛ سواء أكنت ظالمًا أم مظلومًا؛ لأن بأسهم شديد.
الشاهد: حذف "كان" مع اسمها في الموضعين. [1] ويكون التقدير حينئذ: إن كان عملهم خيرا؛ فيجزون خيرا. [2] والتقدير: إن كان في عملهم خير؛ فجزاؤهم خير. [3] أي: الأول من الأوجه الأربعة، وهو الذي سبق أن قال: إنه الأكثر؛ لأن فيه إضمار كان واسمها بعد إن، وإضمار المبتدأ بعد فاء الجزاء، وكلاهما كثير مطرد. [4] لأن فيه حذف كان وخبرها بعد "إن"، وحذف فعل ناصب بعد الفاء، وكلاهما قليل. [5] هذا جزء من حديث؛ قاله -عليه السلام- لرجل طلب منه أن يزوجه امرأة عرضت نفسها على النبي -صلى الله عليه وسلم، فقال له: "اذهب فالتمس ولو خاتما من حديد"؛ أي: ولو كان ما تلتمسه.
6 صدر بيت من البسيط، لم ينسب لقائل. وعجزه:
جنوده ضاق عنها السهل والجبل
اللغة والإعراب:
بغي: ظلم. "لا" ناهية. "يأمن" مضارع مجزوم بها، وحرك بالكسر؛ للتخلص من الساكنين. "الدهر" مفعول به. "ذو بغي" فاعل ومضاف إليه مرفوع بالواو؛ لأنه من الأسماء الستة. "ولو" شرطية. "ملكًا" خبر لكان المحذوفة عن اسمها؛ أي: ولو كان الباغي. "جنوده" مبتدأ ومضاف إليه، والجملة بعده خبر، وجملة المبتدأ والخبر صفة لملك.
المعنى: لا يأمن صروف الدهر وتقلباته صاحب ظلم؛ ولو كان ملكًا جنوده كثيرون، وأعوانه فوق الحصر والعد؛ فلكل باغ مصرع، والظلم مرتعه وخيم.
الشاهد: حذف "كان" مع اسمها، وإبقاء خبرها بعد "لو" الشرطية.
اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 247