اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 223
وليس من تعدد الخبر ما ذكره ابن الناظم من قوله:
يداك يد خيرها يرتجى ... وأخرى لأعدائها غائظه1
لأن "يداك" في قوة مبتدأين لكل منهما خبر. ومن نحو قولهم: الرمان حلو حامض؛
= أإذا كان المبتدأ واحدا وتعدد الخبر لفظا ومعنى؛ بأن كان كل واحد مخالفا للآخر في لفظه ومعناه. ويصح الاقتصار عليه في الخبرية، جاز عطف الثاني وما بعده على الأول؛ بواو العطف أو بغيرها، تقول: المعري شاعر وحكيم ولغوي، ويسمى كل معطوفًا وإن كان في المعنى خبرا، ويجوز حذف الواو، ويسمى كل خبرا. وإذا تعدد الخبر في اللفظ فقط؛ بأن كانت الألفاظ المتعددة مشتركة في تأدية معنى واحد، هو المقصود والمراد، ولا يصح الإخبار بالبعض عن المبتدأ؛ نحو: هذا الرجل طويل قصير؛ تريد أنه "متوسط"؛ ومثل قولهم الرمان حلو حامض؛ أي: مر، فلا يجوز العطف في هذه الحالة؛ لأن الخبرين في معنى خبر واحد من جهة المعنى؛ والعطف يقتضي المغايرة في الغالب؛ لأن المعطوف غير المعطوف عليه، ويعرب كل منهما خبرا. ولا يصح أن يفصل بينهما بأجنبي، ولا أن يتأخر.
المبتدأ، أو يتوسط.
ب وإذا كان المبتدأ متعددا حقيقة؛ بأن كان مثنى أو مجموعا، وتعدد الخبر لفظا ومعنى؛ نحو: المحمدان مهند وطبيب، والمشتركون في الاتحاد تلميذ وعامل، وتاجر؛ وجب عطف الخبر الثاني وما بعده على الأول بواو العطف لا غير، ويسمى كل معطوفا وإن كان خبرا في المعنى. ومن هذا النوع ما إذا كان المبتدأ متعددا حكما؛ نحو: جسم الإنسان رأس وجذع وأطراف والبيت، غرفة للنوم وغرفة للأكل وصالة، وحديقة.... إلخ. وكلام المصنف يقصر تعدد الخبر على النوع الأول.
هذا: وكما يكون التعدد في الخبر المفرد، يكون في الجملة؛ تقول: محمد شاعر، يتصدق كثيرا، والطائر يغرد، يتنقل بين الأشجار. وزعم بعض العلماء أن الخبر لا يتعدد إلا إذا كان من جنس واحد؛ إفرادا أو جملة.
1 بيت من المتقارب؛ أنشده الخليل، ونسبه بعضهم لطرفة بن العبد، وليس في ديوانه.
اللغة والإعراب:
"يداك" مثنى يد، مبتدأ مضاف إلى كاف المخاطب. "يد" خبر. "خيرها يرتجى" الجملة صفة ليد. "وأخرى" معطوفة على يد. "لأعدائها" متعلق بغائظة؛ الواقعة صفة لأخرى.
المعنى: يمدح رجلا بالكرم والجود؛ ذاكرا أن إحدى يديه يرتجى منها الخبر والبر، ويصفه بالشجاعة؛ فيذكر أن يده الأخرى غيظ للأعداء؛ لأنها قوية عليهم.
اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 223