اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 151
و"اللذين" بالياء مطلقا[1] قد يقال بالواو رفعا؛ وهي لغة هذيل أو عقيل.
قال:
نحن اللذون صبحوا الصباحا2
ولجمع المؤنث: "اللاتي، واللائي" وقد تحذف ياؤها، وقد يتقارض[3] الألى، واللائي. قال:
محا حبها الألى كن قبلها4
؛ أي: حب اللاتي. [1] أي: في الأحوال الثلاثة: رفعا ونصبا وجرا، وهي مبنية على الفتح دائما.
2 صدر رجز ينسب لرؤبة في الفخر، وقيل لغيره. وعجزه:
يوم النخيل غارة ملحاحا
اللغة والإعراب:
صبحوا الصباحا: باغتوا العدو في الصباح. النخيل: موضع بالشام غارة: اسم مصدر من أغار على العدو. ملحاحا: شديدة متتابعة، من ألح السحاب؛ دام مطره. وسحاب ملحاح، دائم. "اللذون" خبر نحن مبني على الواو. "صبحوا الصباحا" الجملة صلة. "يوم النخيل" ظرف زمان متعلق بصبحوا ومضاف إليه. "غارة" مفعول لأجله، أو حال من ضمير صبحوا. "ملحاحا"صفة لغارة.
المعنى: نحن الفرسان الذين باغتوا أعدائهم، وأغاروا عليهم يوم النخيل، غارات متتابعة للإيقاع بهم وهزيمتهم.
الشاهد: في "اللذون" حيث جاء معربا بالواو رفعا، كما لو كان جمع مذكر, والصحيح أنه مبني جيء به على صورة المعرب.
هذا: وقد جرى المصنف هنا على أن "اللذان" و"اللذين"، و"اللتان" و"اللتين" و"الذين" و"اللذون" مبنيات. وسبق أن قرر في باب: المعرب والمبني: أن "اللذان" و"اللتان" معربان؛ لأن التثنية التي هي من خواص الأسماء، عارضت شبههما بالحرف؛ فتنبه. [3] أي: يقع كل منهما مكان الآخر، ويستعمل استعماله.
4 صدر بيت من الطويل، لقيس بن الملوح، المعروف بمجنون ليلى. وعجزه:
وحلت مكانا لم يكن حل من قبل
اللغة والإعراب:
محا: أزال. الألى كن قبلها: النساء اللاتي أحبهن قبل ليلى. "حبها" فاعل محا ومضاف إليه. "حب" مفعوله. "الألى" مضاف إليه. "كن" كان واسمها ضمير النسوة. "قبلها" ظرف متعلق بمحذوف خبر، ومضاف إليه، والجملة لا محل لها صلة "مكانا" مفعول حلت. "يكن" مجزوم بلم، واسمها يعود إلى "مكان". "حل" الجملة من الفعل، ونائب الفاعل خبر يكن. "من قبل" متعلق بحل.
المعنى: أن حب ليلى قد ملك قلبه، وأزال منه حب كل امرأة قبلها، وحل حبها من القلب مكانا خاليا، لم يحله أحد من قبل.
الشاهد: في "الألى"، حيث استعمل لجماعة الإناث بدلا من "اللاتي"؛ بدليل عود الضمير من "كن" عليه بصيغة المؤنث، وأيضا فالمعنى المراد يؤيد ذلك.
اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 151