اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 130
واللقب: كل ما أشعر برفعة المسمى أو ضعته[1]؛ كزين العابدين، وأنف الناقة[2].
والاسم: ما عداهما[3]، وهو الغالب؛ كزيد وعمرو. ويؤخر اللقب عن الاسم[4]؛ كزيد زين العابدين، وربما يقدم كقوله:
أنا ابن مُزَيْقِيا عَمْرٍ وجدي5
ولا ترتيب بين الكنية وغيرها [1] أي: فوق دلالته على ذات معينة. [2] لقب جعفر بن قريع، وهو أبو بطن من سعد بن زيد بن مناة. قيل: لقب بذلك؛ لأن أباه ذبح ناقة وقسمها بين نسائه؛ فلما بعثته أمه إلى أبيه لم يجد إلا رأس الناقة، فأخذه وجعل يجره واضعا يده في الأنف؛ فلقب به. وكانوا يغضبون من هذا اللقب حتى مدحهم الحطيئة بقوله:
قوم هم الأنف والأذناب غيرهم ... ومن يسوي بأنف الناقة الذنبا [3] الاسم هنا: هو العلم الذي يدل على ذات معينة، دون غرض آخر من مدح أو ذم. [4] أي: وجوبا، إن لم يكن اللقب أشهر، وإلا جاز الأمران. ويعلل النحويون وجوب التأخير: بأن اللقب يشبه النعت في الإشعار بالمدح أو الذم، والنعت لا يتقدم. وبأن الغالب في اللقب أن يكون منقولًا عن اسم غير إنسان، وتقدمه قد يوهم السامع أن الغرض هو المسمى الذي نقل عنه.
5 صدر بيت من الوافر، لأوس بن الصامت الصحابي، أخو عبادة بن الصامت وعجزه:
أبوه منذر ماء السماء
اللغة والإعراب:
مزيقيا: لقب عمرو بن مالك، أحد ملوك اليمن، ومن أجداد أوس وجد الأنصار. قيل: لقب بذلك؛ لأنه كان يلبس كل يوم ثوبا، فإذا أمسى مزقه ووهبه لأصحابه. منذر ماء السماء: هو منذر بن امرئ القيس بن النعمان ملك الحيرة، أحد أجداد أوس لأمه، ولقب بماء السماء لحسنه، أو هو لقب لأمه فاشتهر به. "أنا ابن مزيقيا" مبتدأ وخبر ومضاف إليه. "عمرو" بالجر عطف بيان لمزيقيا. "وجدي" مبتدأ أول. "أبوه منذر". مبتدأ وخبر، والجملة خبر الأول. "ما السماء" عطف بيان ومضاف إليه.
المعنى: يريد أوس أن يبين أنه كريم الطرفين، نسيب الجهتين، لأبيه، وأمه.
الشاهد: في "مزيقيا" حيث تقدم -وهو لقب- على الاسم "عمرو". وهذا جائز، إذا كان اللقب مشهورا؛ كما بينا.
وإلى أقسام العلم، وتأخر اللقب، يشير الناظم بقوله:
واسما أتى وكنية ولقبا ... وأخرن ذا إن سواه صحبا*
أي: إن العلم ثلاثة أنواع: اسم، وكنية، ولقب، وأن ذا -أي: اللقب- يتأخر إن صحب سواه من القسمين الآخرين، والمشهور أنه لا يتأخر إلا مع الاسم فقط، بالشرط الذي ذكرناه، ولهذا يقولون إنه كان الأولى أن يقول: "وأخرن ذا إن سواها صحبا".
* "واسما" حال من ضمير أتى. "أتى" فعل ماض، وفاعله يعود على العلم. "وكنية ولقبا" معطوفان على اسما. "وأخرن" فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة. "ذا" اسم إشارة مفعول أخرن. "إن" حرف شرط. "سواه" سوى مفعول مقدم لصحب، والضمير مضاف إليه عائد على اللقب. "صحبا" فعل ماض فعل الشرط، وفاعله يعود على اللقب، وجواب الشرط محذوف؛ أي: إن صحب اللقب سواه فأخره.
اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 130