اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 120
وقال:
قدني من نصر الخبيبين قدي1
وإن كان غيرهن امتنعت؛ خو: أبي وأخي.
1 شاهد من الرجز لحميد بن مالك الأرقط. وعجزه:
ليس الإمام بالشحيح الملحد
قاله لعبد الملك بن مروان، يصف تقاعده عن عبد الله بن الزبير وأصحابه، ويمدح عبد الملك، ويعرض بابن الزبير.
اللغة والإعراب:
قدني اسم بمعنى حسبي، أو اسم فعل بمعنى يكفيني. الخبيبين: المراد بهما: عبد الله بن الزبير؛ الذي يكنى أبا خبيب باسم ابنه خبيب، وأخوه مصعب بن الزبير على سبيل التغليب. الشحيح: البخيل. الملحد: الذي يستحل حرمات الله. "قدني" قد: مبتدأ مبني على السكون في محل رفع، والنون للوقاية، والياء مضاف إليه. "من نصر" متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، أو قدني: اسم فعل مضارع بمعنى يكفيني، والياء مفعوله "من نصر" فاعله على زيادة من. "الخبيبين" مضاف إليه. "قدي" توكيد لقدني مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم. "بالشحيح" خبر ليس على زيادة الباء.
المعنى: يكفي ما أحرزه هذان الرجلان من نصر؛ فإمامنا سخي كريم منزه عن الشح والإلحاد، اللذين يتصف بهما ابن الزبير، وقد كان مبخلا لا تبض يده بشيء.
الشاهد: في "قدني، وقدي"؛ حيث أثبت النون في الأولى، وحذفها من الثانية، على قلة. والوجهان جائزان عند ابن مالك قياسا. ويرى سيبويه لزوم النون مع "قد" و"قط"؛ لأنهما اسمان بمعنى "حسب"، وسقوطهما ضرورة. ويرى الكوفيون أنهما إذا كانتا بمعنى. "حسب" لم تقترن بهما النون، وإن اعتبرنا اسم فعل وجبت النون. وفي حكم "لدن" و"قد" و"قط" بالنسبة للاقتران بالنون وعدمه يقول ابن مالك:
وفي لدني "لدني" قَلَّ وفي ... "قَدني وقَطْني" الحذف أيضا قد يفي*
=
"في لدني" متعلق بقل "لدني" مبتدأ قصد لفظه. "قل" الجملة خبر المبتدأ. "وفي قدني" متعلق بيفي. "وقطني" معطوف على قدني. "الحذف" مبتدأ. "أيضًا" مفعول مطلق لفعل محذوف. "قد يفي" الجملة خبر المبتدأ، وهي معطوفة على الجملة الأولى.
اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 120