اسم الکتاب : شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو المؤلف : الأزهري، خالد الجزء : 1 صفحة : 713
بحسنها عن الحلي، و"راقهن ورقنه": أعجبهن وأعجبنه، و"الذوائب": جمع ذؤابة من الشعر، بهمزة بعد الذال المعجمة في المفرد، وكان حقها أن تثبت في الجمع، لكنهم استثقلوا وقوع ألف بين همزتين فأبدلت الأولى واوًا، وهذا البيت لا دليل فيه، إذ يحتمل أن يكون على إضمار "أن" بدليل أنها تظهر بعدها أحيانًا، قاله ابن الشجري[1]، ويؤيده تقدير سيبويه[2] في "لَدُ شَولًا"[3]: أن كانت شولًا، ورد بأن فيه حذف الموصول الحرفي وبقاء صلته.
الأمر "الخامس جواز إفرادها" عن الإضافة "قبل: غدوة" كقوله: [من الطويل]
543-
وما زال مهري مزجر الكلب فيهم ... لدن غدوة حتى دنت لغروب
بنصب "غدوة"، "فتنصبها" "لدن"[4]، "على التميز"؛ لأن "لدن" في آخرها نون ساكنة وقبلها دال تفتح وتضم وتكسر كما هو معروف في لغاته العشر، وقد تحذف نونها فشابهت حركات الدال حركات الإعراب من جهة تبدلها، وشابهت النون التنوين من جهة جواز حذفها، فصارت "لدن غدوة" في اللفظ كـ: "راقود خلا"، فنصب "غدوة" على التمييز بـ"لدن" كنصب "خلا" بـ"راقود"، "أو على التشبيه بالمفعول به" في نحو: "ضارب زيدًا"، فإن نونها تثبت تارة وتحذف أخرى كما في اسم الفاعل، فعملت عمله، بل قال أبو علي[5]: النون في "لدن" زائدة, نقل ذلك عنه ابن الشجري[6]، وبه يتضح تشبيه "لدن" بـ"ضارب" منونًا حتى نصبت بعدها "غدوة" وإليهما يشير قول الناظم:
408-
.................... ... ونصب غدوة بها............ [1] أمالي ابن الشجري 1/ 223. [2] الكتاب 1/ 265. [3] تمام الشاهد:
"من لد شولًا فإلى إتلائها"
، وتقدم برقم 152، 181.
543- البيت لأبي سفيان بن حرب في الحيوان 1/ 318، والدرر 1/ 467, وبلا نسبة في جواهر الأدب ص128, وشرح الأشموني 2/ 318, وشرح التسهيل 2/ 238، ولسان العرب 13/ 384، "لدن", والمقاصد النحوية 3/ 429, وهمع الهوامع 1/ 215. [4] بعده في "ط": "إما". [5] المسائل الحلبيات ص223. [6] أمالي ابن الشجري 1/ 223.
اسم الکتاب : شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو المؤلف : الأزهري، خالد الجزء : 1 صفحة : 713