اسم الکتاب : شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو المؤلف : الأزهري، خالد الجزء : 1 صفحة : 538
الأول: "حرفان، وهما "إلا" عند الجميع" من النحويين، "وحاشا؛ عند سيبويه1" وأكثر البصريين[2]. وذهب الجرمي والمازني والمبرد[3] والزجاج والأخفش وأبو زيد والفراء وأبو عمرو الشيباني إلى أنها تستعمل كثيرًا حرفًا جارا، وقليلًا فعلا متعديا جامدا لتضمنه معنى "إلا"[4]. وذهب جمهور الكوفيين[5] إلى أنها فعل دائما "ويقال فيها: حاش" بحذف الألف الأخيرة "و: حشا" بحذف الألف الأولى، وإليهما أشار الناظم بقوله:
331-
................... ... وقيل حاش وحشا فاحفظهما
واعترض بأن "حاشا" الحرفية الاستثنائية لا يتصرف فيها بالحذف، وإنما ذلك في "حاشا" التنزيهية نحو: {حَاشَ لِلَّهِ} [يوسف: 31] وهذه عند المبرد وابن جني والكوفيين فعل، قالوا[6]: لتصرفهم فيها بالحذف، ولإدخالهم إياها على الحرف، وهذان الدليلان ينفيان الحرفية. قاله في المغني[7].
"و" الثاني "فعلان وهما: ليس" عند الجمهور، وذهب الفارسي[8] وتبعه أبو بكر بن شقير إلى حرفيتها مطلقًا[9]، وذهب بعضهم[10] إلى أنها في باب الاستثناء تكون حرفا ناصبًا للمستثنى بمعنى "إلا" "و: لا يكون" واعترض بأن المركب من حرف وفعل لا يكون فعلا، ويجاب بأنهما لما ركبا غلب الفعل الحرف لشرف الفعل، فسمي الجميع فعلًا.
"و" الثالث "مترددان بين الحرفية والفعلية" تستعملان تارة حرفين وتارة فعلين، "وهما "خلا" عند الجميع" من النحويين، "و "عدا" عند غير سيبويه"، فإنه لم يحفظ فيها إلا الفعلية[11].
1 الكتاب 2/ 309، 349. [2] الارتشاف 2/ 317، وهمع الهوامع 1/ 232. [3] المقتضب 4/ 391، 426. [4] انظر شرح ابن عقيل 1/ 323, 324. [5] همع الهوامع 1/ 232. [6] الإنصاف 1/ 278، المسألة رقم 37. [7] مغني اللبيب ص164, 165. [8] شرح الأبيات المشكلة الإعراب 1/ 9، والإيضاح العضدي 1/ 210. [9] انظر الجنى الداني ص494. [10] منهم المرادي، انظر الجنى الداني ص495. [11] الكتاب 2/ 348, 349.
اسم الکتاب : شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو المؤلف : الأزهري، خالد الجزء : 1 صفحة : 538