اسم الکتاب : شرح الأشمونى لألفية ابن مالك المؤلف : الأُشموني، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 479
في رواية خفض "الأكف" فبله حينئذ: منصوب نصب "ضرب الرقاب"، والعامل فيه فعل من معناه، وهو "اترك"؛ لأن "بله الشيء" بمعنى: ترك الشيء؛ فهو على حد النصب في نحو: "شنئته بغضا"، و"أحببته مقة".
ويجوز أن ينصب ما بعد "بله"؛ فيكون اسم فعل بمعنى: "اترك"، وهي إحدى الروايتين في البيت، وسيأتي في بابه.
ومثل "بله" المضاف: ويله، وويحه، وويسه، وويبه، وهي كنايات عن الويل. وويل: كلمة تقال عند الشتم والتوبيخ، كثرت حتى صارت كالتعجب؛ يقولها الإنسان لمن يحب ولمن يبغض، ونصبها بتقدير: ألزمه الله، وهو قليل، ولذلك لم يتعرض له هنا.
= يقول: إن سيوفنا تقطع الرؤوس وتذروها على الأرض، فدع الأكف لأنها بالقطع أولى.
الإعراب: تذر: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: هي. الجماجم: مفعول به منصوب. ضاحيا: حال منصوب. هاماتها: فاعل لاسم الفاعل "ضاحيا" مرفوع، وهو مضاف، و"ها": في محل جر بالإضافة. بله: مفعول مطلق لفعل محذوف والتقدير: اترك بله الأكف، و"بله" مضاف. الأكف: مضاف إليه مجرور. كأنها: حرف مشبه بالفعل، و"ها": اسمها. لم: حرف نفي وجزم وقلب. تخلق: فعل مضارع للمجهول مجزوم، وحرك بالكسر للضرورة الشعرية، ونائب الفاعل: هي.
وجملة "تذر الجماجم" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية، أو استئنافية. وجملة "بله الأكف" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "كأنها لم تخلق" الاسمية في محل نصب حال. وجملة "لم تخلق" الفعلية في محل رفع خبر "كان".
والشاهد فيه قوله: "بله الأكف"، حيث جاء "بله" مصدرا منصوبا بفعل من معناه، وللبيت رواية أخرى هي بنصب "الأكف"، فيكون إعراب "بله": اسم فعل أمر بمعنى "اترك" والفاعل ... أنت، و"الأكف" مفعول به منصوب بالفتحة.
اسم الکتاب : شرح الأشمونى لألفية ابن مالك المؤلف : الأُشموني، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 479