اسم الکتاب : شرح الأشمونى لألفية ابن مالك المؤلف : الأُشموني، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 412
على ما سيأتي في بابه.
الثالث: أن يكون مخبرا عنه فيفسره خبره، نحو: {إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا} [1].
الرابع: ضمير الشأن والقصة[2]، نحو: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [3]، {فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [4].
الخامس: أن يجر بـ"رب"، وحكمه حكم ضمير "نعم" و"بئس": في وجوب كون مفسره تمييزا، وكونه مفردا، كقوله "من الخفيف":
382-
ربه فتية دعوت إلى ما ... يورث المجد دائبا فأجابوا
= واحدا هو "الأخلاء"، فأعمل العامل الثاني لقربه منه، وأضمر في العامل الأول. هذا هو مذهب البصريين، أما الكوفيون فيعملون العامل الأول لأسبقيته في الورود، ولكن أكثر النحاة رجحوا مذهب البصريين.
وفي البيت شاهد آخر للنحاة هو قوله: "جفوني" حيث قدم الضمير على مفسره لأنه معمول لأول المتنازعين. [1] الأنعام: 29؛ والمؤمنون: 37. [2] قال محيي الدين عبد الحميد.
المراد بالشأن والقصة الحديث، وضمير الشأن هو ضمير غيبة يفسره جملة خبرية بعده مصرح بجزأيها، فلا يكون ضمير حضور، ولا يفسره مفرد، ولا جملة إنشائية، ولا جملة خبرية متقدمة عليه، ولا جملة خبرية مؤخرة عنه وقد حذف أحد جزأيها، ويكون هذا الضمير مذكرا باعتبار الشأن، ومؤنثا باعتبار القصة، والغالب في الاستعمال تذكيره، وإنما يؤنث إذا كان في الجملة بعده مؤنث وكان عمدة. سواء أكان مسندا أم كان مسندا إليه، نحو إنها قمر جاريتك وإنها هند جميلة، ومنه قوله تعالى: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ} ولا يفسر بجملة فعلية إلا إذا دخل عليها ناسخ، وإنما يؤتى بضمير الشأن للدلالة على قصد المتكلم استعظام السامع حديثه. [3] الإخلاص: 1. [4] الأنبياء: 97.
382- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 19؛ والدرر 4/ 128؛ وشرح التصريح 2/ 4؛ وشرح شواهد المغني ص874؛ ومغني اللبيب ص491؛ والمقاصد النحوية 3/ 259؛ وهمع الهوامع 2/ 27.
اللغة والمعنى: الفتية: ج الفتى، وهو الشاب، أو الكريم.
يقول: رب فتية كرماء دعوتهم إلى ما يورثهم دائما الشكر والثناء، فلبوا دعوتي.
الإعراب: ربه: رب: حرف جر شبيه بالزائد، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، وهو أيضا في محل رفع مبتدأ شذوذا لأنه ضمير نصب وجر. فتية: تمييز منصوب بالفتحة. دعوت: فعل ماض مبني على السكون، والتاء: فاعل. إلى: حرف جر. ما: اسم موصول في محل جر بحرف الجر، متعلقان بـ"دعوت". يورث: فعل مضارع مرفوع. والفاعل هو. المجد: مفعول به منصوب. دائبا: حال =
اسم الکتاب : شرح الأشمونى لألفية ابن مالك المؤلف : الأُشموني، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 412