اسم الکتاب : شرح الأشمونى لألفية ابن مالك المؤلف : الأُشموني، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 257
فشاذ، وقيل: غلط سببه أنه تميمي وأراد أن يتكلم بلغة الحجاز ولم يدر أن من شروط النصب عندهم بقاء الترتيب بين الاسم والخبر، وقيل مؤول.
تنبيهان: الأول: قال في التسهيل: "وقد تعمل متوسطا خبرها، وموجبا بـ"إلا"، وفاقا لسيبويه في الأول، وليونس في الثاني".
الثاني: اقتضى إطلاقه منع العمل عند توسط الخبر، ولو كان ظرفا أو مجرورا، قال في شرح الكافية: "من النحويين من يرى عمل "ما" إذا تقدم خبرها وكان ظرفا أو مجرورا، وهو اختيار أبي الحسن بن عصفور".
"وَسَبْقَ حَرْفِ جَر" مع مجروره "أَوْ ظَرْفٍ" مدخولي "ما" مع بقاء العمل "كَمَا بِي أَنْتَ مَعْنِيا"، و"ما عندك زيد قائما" "أجَازَ العُلَما" سبق: مصدر نصب بالمفعولية لأجاز مضاف إلى فاعله، والمراد أنه يجوز تقديم معمول خبر "ما" على اسمها إذا كان ظرفا أو مجرورا كما مثل، ومنه قوله "من الطويل":
214-
بِأُهْبَةِ حَزْمٍ لُذْ وَإِنْ كُنْتَ آمِنا ... فَمَا كُلَّ حِيْن مَنْ تُوالِي مُوَالِيَا
214- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح 1/ 199؛ والمقاصد النحوية 2/ 101.
شرح المفردات: الأهبة: الاستعداد. الحزم: ضبط الأمور. لذ: التجيء. توالي: تناصر.
المعنى: يقول: كن حازما في أمورك، ولا تستسلم للطمأنينة دائما، لأن ليس كل من تأمنه أو تثق به يكون لك مخلصا.
الإعراب: "بأهبة": جار ومجرور متعلقان بـ"لذ"، وهو مضاف. "حزم": مضاف إليه. "لذ": فعل أمر مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". "وإن": الواو: حالية، و"إن": حرف وصل. "كنت": فعل ماض ناقص، والتاء ضمير في محل رفع اسم "كان"، وهو فعل الشرط. "آمنا": خبر "كان" منصوب. "فما": الفاء حرف استئناف، و"ما": من أخوات "ليس". "كل": نائب عن ظرف في محل نصب مفعول فيه متعلق بـ"مواليا"، وهو مضاف. "حين": مضاف إليه مجرور. "من": اسم موصول مبني في محل رفع اسم "ما". "توالي": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة للثقل. وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". "مواليا": خبر "ما" منصوب، والألف للإطلاق.
وجملة: "لذا" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "وإن كنت آمنا" في محل نصب حال. وجملة: "فما كل حين ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "توالي" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "ما كل حين من توالي مواليا" حيث أعمل "ما" النافية عمل "ليس"، فرفع بها المبتدأ، وهو "من" ونصب الخبر، وهو "مواليا"، رغم تقدم معمول الخبر، وهو قوله: "لكل حين" على الاسم والخبر معا، وإنما ساغ الإعمال مع هذا التقدم كون هذا المعمول المتقدم ظرفا.
اسم الکتاب : شرح الأشمونى لألفية ابن مالك المؤلف : الأُشموني، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 257