اسم الکتاب : شرح الأشمونى لألفية ابن مالك المؤلف : الأُشموني، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 215
وإما حكما كقوله تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ} [1].
واعترضه في التوضيح فمنع أن يكون النوع الثاني والثالث من باب تعدد الخبر بما حاصله أن قولهم: "حلو حامض" في معنى الخبر الواحد؛ بدليل امتناع العطف وأن يتوسط بينهما مبتدأ، وأن نحو قوله:
يَدَاك يَدٌ خَيْرُها يُرْتَجَى ... وأخرى لأعدائها غائظه2
في قوة مبتدأين لكل منهما خبر، وأن نحو: {أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ} [3] الثاني: تابع لا خبر.
قلت: وفي الاعتراض نظر:
أما ما قاله في الأول فليس بشيء؛ إذ لم يصادم كلام الشارح، بل هو عينه؛ لأنه إنما جعله متعددا في اللفظ دون المعنى، وذكر له ضابطا بأن لا يصدق الإخبار ببعضه عن المبتدأ، كما قدمته، فكيف يتجه الاعتراض عليه بما ذكر؟
وأما الثاني فهو أن كون "يداك" ونحوه في قوة مبتدأين لا ينافي كونه بحسب اللفظ مبتدأ واحدا؛ إذ النظر إلى كون المبتدأ واحدا أو متعددا إنما هو إلى لفظه، لا إلى معناه، وهو واضح لا خفاء فيه.
وأما قوله في الثالث: "أن الثاني يكون تابعا لا خبرا" فإنا نقول: لا منافاة أيضا بين
= بالإضافة. "يد": خبر المبتدأ مرفوع. "خيرها": مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"ها" ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "يرتجى": فعل مضارع للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة للتعذر، ونائب فاعله ضمير مستتر تقديره "هو". "وأخرى": الواو حرف عطف، "أخرى" معطوف على "يد". "لأعدائها": جار ومجرور متعلقان بـ"غائظه" وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "غائظه": نعت "أخرى" مرفوع، وسكن لضرورة الوزن.
وجملة: "يداك يد" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "خيرها يرتجى" في محل رفع نعت "يد". وجملة "يرتجى" في محل رفع خبر المبتدأ "خيرها".
الشاهد: قوله: "يداك يد ... وأخرى" حيث جاء الخبر متعددا لتعدد المخبر عنه، ولذلك وجب العطف بالواو. [1] الحديد: 20.
2 تقدم بالرقم 166. [3] الحديد: 20.
اسم الکتاب : شرح الأشمونى لألفية ابن مالك المؤلف : الأُشموني، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 215