اسم الکتاب : شرح الآجرومية المؤلف : الحفظي، حسن بن محمد الجزء : 1 صفحة : 127
وطبعًا لا يضير يا بني أن يكون الفاعل مذكرًا أو مؤنثًا، ولا يضير أن يكون معرفةً أو نكرة، كله واحد لا إشكال، فهذا حكمه أولا أنه عمدة، حكمه ثانيًا أنه مرفوع، حكمه ثالثًا أنه يأتي بعد العامل، والعامل قد يكون غير فعلٍ. أنبه هنا إلى شيءٍ آخر وهو أن الفاعل قد يجيء مجرورًا لفظًا ولكنه مرفوعٌ محلا، وهذا في حالتين: حالة يكون مجرورًا بحرف جرٍ زائد، نحو قول الله عزّ وجلّ ? أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ ? [المائدة: 19] ، فـ ? بَشِيرٍ ? هنا فاعل، وهو مجرورٌ بـ ? مِنْ ?، مجرورٌ لفظًا مرفوعٌ محلا، لأن حقه أن يكون مرفوعًا، ومثله قول الله عزّ وجلّ ? وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ? [النساء: 79] ، فلفظ الجلالة هنا مرفوعٌ، لأنه فاعل لـ ? كَفَى ?، ولكنه مجرورٌ في اللفظ بالباء الموجودة هذه.
ومنه أيضًا نوعٌ آخر يكون الفاعل مجرورًا بإضافة المصدر إليه، ومنه قول الله عزّ وجلّ ? وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ ? [البقرة: 251] ، ? وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ ? الذي يدفع هو الله سبحانه وتعالى، وهو هنا فاعل، لكن مجرورٌ لفظًا، ولك في إعرابه وجهان، أن تقول لفظ الجلالة هنا مضاف إليه مجرور وتسكت، ويمكن أن تقول لفظ الجلالة هنا فاعل مجرورٌ لفظًا مرفوعٌ محلا من إضافة المصدر إلى عامله.
هذا، وقد قال المصنف بعد هذا من ضمن الأمثلة التي ذكرها للفاعل، قال (وقامَ أخوكَ، ويقوم أخوك) ، وهذان المثالان متشابهان من حيث الفاعل، لأن الفاعل اسم من الأسماء الخمسة مرفوع وعلامة رفعه الواو، لكن الاختلاف بينهما في العامل، فالعامل في الأول فعلٌ ماضٍ، والعامل في الثاني فعلٌ مضارع، وهذه سهلة.
اسم الکتاب : شرح الآجرومية المؤلف : الحفظي، حسن بن محمد الجزء : 1 صفحة : 127