اسم الکتاب : تعجيل الندى بشرح قطر الندى المؤلف : الفوزان، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 88
وقوله: (مُتَعلِّقَانِ باسْتَقَرَّ مَحْذُوفاً) أي أن الظرف والجار والمجرور إذا وقعا صلة فلا بد أن يكون متعلَّقهما فعلاً نحو: استقر - حصل - ثبت، ولا بد أن يكون محذوفاً ولا يصح تقديره بوصف مثل: كائن، ومستقر؛ لأن الصلة لا تكون إلا جملة؛ لأنها هي التي تزيل الإبهام، ولا يجوز ذكره لعدم الحاجة إليه في كشف المراد. (1)
قوله: (وَقَدْ يُحْذَفُ نَحْوُ: {أَيُّهُمْ أَشَدُّ} [2] ، {وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ} [3] {فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ} [4] ، {وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ} [5]) .
الضمير في قوله (وقد يحذف) أي العائد. وهو إما أن يكون مرفوعًا أو منصوبًا أو مجرورًا.
وشرط حذفه: أمن اللبس، وذلك بأن لا يصلح الباقي بعد حذفه لأن يكون صلة كاملة. لاشتماله على ضمير غير ذلك الضمير المحذوف. فمثلا جاء الذي هو أبو مسافر، لا يجوز حذف العائد المرفوع (هو) ؛ لأن الباقي بعد الحذف مشتمل على عائد وهو (الهاء) .
(1) الكون العام: هو الذي يدل على مجرد الوجود العام دون شيء آخر زائد عليه نحو: سلمت على الذي عندك. فـ (عندك) لا يفيد شيئاً أكثر من الدلالة على وجود الشخص وجودًا مطلقاً. فهو متعلق بمحذوف تقديره: استقر، ولا حاجة لذكره، وأما الكون الخاص: فهو الذي يدل على معنى زائد على مجرد الوجود العام. فإن دل عليه دليل حذف وإلا وجب ذكره فمثلاً: عرفت الذي قرأ عندك. لا يجوز حذف المتعلق (قرأ) لعدم ما يدل عليه. ونحو: ذاكر خالد في المسجد وعاصم في المنزل. فتقول: بل عاصم الذي في المسجد. أي بل عاصم الذي ذاكر في المسجد. فصح حذفه لوجود الدليل. [2] سورة مريم، آية: 69. [3] سورة يس - آية 35. والتمثيل بالآية إنما يتم على قراءة حمزة والكسائي وأبي بكر بحذف الهاء (وما عملت) . لكن كتبت الآية برسم المصحف على قراءة حفص بإثبات الهاء. [4] سورة طه، آية: 72. [5] سورة المؤمنون، آية: 33.
اسم الکتاب : تعجيل الندى بشرح قطر الندى المؤلف : الفوزان، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 88