اسم الکتاب : تعجيل الندى بشرح قطر الندى المؤلف : الفوزان، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 110
[1]-توسط جائز: إذا لم يوجد ما يوجب التوسط ولا ما يوجب التأخر [1] نحو: كان الخطيب مؤثرًا. أو كان مؤثرًا الخطيب. ومن ذلك قوله تعالى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [2] فـ (حقاً) خبر (كان) مقدم (نصر المؤمنين) اسمها مؤخر. ومضاف إليه، ومنه قوله تعالى: {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ} [3] فقد قرأ الكوفيون [4] وابن عامر بنصب (عاقبة) على أنه خبر مقدم لـ (كان) و (السُّوأى) اسمها مؤخر على أحد الأعاريب. والتقدير: (ثم كانت السوأى [5] عاقبة الذين أساءوا) . ومنه أيضًا قوله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} [6] فقد قرأ حمزة وحفص - من السبعة - بنصب (البرَّ) على أنه خبر (ليس) مقدم، والمصدر المؤول من (أن تولوا) اسمها مؤخر، أي: ليس البرَّ تولية وجوهِكم، وقرأ الباقون برفع (البر) على أنه اسم (ليس) والخبر هو المصدر المؤول، ومنه - أيضاً - قول الشاعر: [1] وجوب التوسط سيذكر قريبًا إن شاء الله. وأما وجوب التأخر فمن مواضعه عدم تميز الاسم من الخبر لكون الإعراب مقدراً نحو: كان شريكي أخي. فـ (شريكي) اسم (كان) و (أخي) هو الخبر، ولا يجوز تقديمه على الاسم لوقوع اللبس. وفرق بين الجملتين. [2] سورة الروم، آية: 47. [3] سورة الروم، آية: 10. [4] الكوفيون هم: عاصم بن أبي النجود (م 127هـ) وحمزة بن حبيب الزيات (م 156) وعلي بن حمزة الكسائي (م 189) . وأما ابن عامر وهو عبد الله بن عامر فهو شامي (م 118) وبقية السبعة نافع بن عبد الرحمن المدني (م 169) وعبد الله بن كثير المكي (م 120) وأبو عمرو بن العلاء البصري (م154) وهؤلاء قرأوا بالرفع. [5] السوأى: جهنم. والحسنى: الجنة. [6] سورة البقرة، آية: 117.
اسم الکتاب : تعجيل الندى بشرح قطر الندى المؤلف : الفوزان، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 110