اسم الکتاب : النحو الوافي (ط دار المعارف) المؤلف : عباس حسن الجزء : 1 صفحة : 679
[4]- أن تكون داخلة على جملة اسمية مسبوقة بجزء أساسى من جملة - لا بجملة كاملة - بحيث يكون المصدر المؤول من: "أنْ" المخففة والجملة الاسمية التى دخلت عليها - مكملاً أساسياً للجزء السابق. كقوله تعالى: {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} . فالمصدر المؤول خبر المبتدأ. "أخِر"[1]. وقول الشاعر:
كفى حزَنًا أنْ لا حياةَ هنيئةٌ ... ولا عملٌ يرضَى به اللهُ - صالحُ
فالمصدر المؤول فاعل: "كفى"[2].
ويترتب على التخفيف أربعة[3] أحكام، يوجب أكثر النحاة مراعاتها:
أولها: إبقاء معنى: "أنّ" وعملها على حالهما الذى كان قبل التخفيف.
ثانيهما: أن يكون اسمها ضميراً[4] محذوفاً، ويغلب أن يكون ضمير شأن[5] محذوف كالمثال السابق؛ وهو: أيقنت أنْ "علىٌّ شجاعٌ"[6].
ثالثها: أن يكون خبرها جملة؛ سواء أكانت اسمية أم فعلية؛ نحو: علمتُ أنْ حاتمٌ أشهرُ كرام العرب، وأيقنت أن قد أشْبَههُ كثيرون.
رابعها: وجود فاصل - فى الأغلب - بينها وبين خبرها إذا كان جملة فعلية[7]، فعلها متصرف، لا يقصد به الدعاء. والفاصل أنواع.
"ا" إما "قد"[8] نحو: ثبت أنْ قد ازدهرت الصناعة فى بلادنا، ونحوقول الشاعر:
شَهِدْتُ بأنْ قدْ خُطَّ ما هوكائنٌ ... وأنَّكَ تَمْحُوما تَشَاءُ وتُثْبِتُ
"ب" وإما أحد حرفي التنفيس[9] مثل: أنت تعلم أن سأكونُ نصير الحق، [1] سيجيء للآية مناسبة أخرى في: "أ" ص 680. [2] راجع ما سبق في ص 644. [3] في رقم 4 من هامش ص 410 بعض أحكام أخرى تقتضي الرجوع إليها. [4] سواء أكان المتكلم، أم مخاطب، أم غائب، ومن الأمثلة قوله تعالى: {أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ، قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} التقدير عند سيبويه: أنك يا إبراهيم. [5] سبق الكلام على ضمير الشأن تفصيلا في ص 250 وما بعدها. [6] اسم "أن" ضمير محذوف تقديره "هو" أي: الحال والشأن - والجملة الاسمية بعده في محل رفع، خبر: "أن" المخففة. [7] هذا الفاصل قد يزيد في توضيح نوعها، ويؤكد أنها المخففة من الثقيلة، وليست المصدرية الناصبة للمضارع. [8] تدخل هنا على الماضي فقط. [9] وهما: "السين" و "سوف" ويدخلان على المضارع المثبت فقط. "وقد سبق الكلام عليهما في ص 60".
اسم الکتاب : النحو الوافي (ط دار المعارف) المؤلف : عباس حسن الجزء : 1 صفحة : 679