responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النحو المصفى المؤلف : محمد عيد    الجزء : 1  صفحة : 407
لكن، يصبح هذا التوسط أمرًا ضروريًّا في مسألتين:
الأولى: أن يتصل الفاعل بضمير يعود على المفعول.
لاحظ الأمثلة التالية:
أحبَّ الوطنَ أهلُه.
إذ يتعشقُ الأرضَ فلّاحوها.
ويحبُّ المصانعَ عمالُها.
ففي الأمثلة يجب أن يتأخر الفاعل عن المفعول، ولا يصح تقدمه.
- قال القرآن: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ} [1].
- وقال: {يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ} [2].
فالترتيب في هذه الصورة يكون هكذا: الفعل + المفعول + الفاعل ولم ترد على الأصل إلا لغة الشعر، ومن ذلك قول سليط بن سعد
جزَى بنوه أبا الغَيْلانِ عن كِبَرٍ ... وحسْنِ فعلٍ كما يُجْزَى سِنِمَّارُ3
الثانية: أن يكون الفاعل محصورا بطريقتَيْ "إنَّما، إلّا".

[1] من الآية 124 سورة البقرة.
[2] من الآية 52 سورة غافر.
3 أبا الغيلان: كنية رجل، سنمار: يقال: إنه رجل رومي بنى قصرا لملك الحيرة، فلما فرغ من بنائه ألقاه الملك من أعلى القصر فمات، لئلا يبني مثله لغيره، ويضرب بذلك المثل في سوء الجزاء.
الشاهد: في "جزى بنوه أبا الغيلان" إذ كان الواجب أن يكون الترتيب في هذه الجملة هكذا "جزى أبا الغيلان بنوه" لاتصال الفاعل بضمير يعود على المفعول، لكنه جاء في البيت على الأصل توسعا في لغة الشعر، وفي الشطر الثاني "ما جفا قط إلا جبأ بطلا" مثل الشطر الأول.
اسم الکتاب : النحو المصفى المؤلف : محمد عيد    الجزء : 1  صفحة : 407
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست