responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور    الجزء : 1  صفحة : 53
جرت مجرى الأسماء، جمعُهم رَبْعة[1]: "رَبَعَات" بفتح العين[2] كجفنات. والصفة المحضة[3] لا يكون فيها[4] إِلَّا إسكان العين. وأنت لا تقول إلا: بُقعة سِوًى. فدل ذلك على أنه ليس[5] بصفة في الأصل.
وكذلك قوله عز وجل: {دِينًا قِيَمًا} [6] لا حجة فيه؛ لأنه مصدر في الأصل مقصور من "قيام". ولولا ذلك لكان "قِوَمًا" لأنه من ذوات الواو، ولا تقلب الواو ياء إذا كانت متحركة عينًا في مفرد لانكسار ما قبلها، إِلَّا بشرط أن يكون بعدها ألف وتكون في مصدر لفعل اعتلت عينه، نحو: قام قيامًا وعاذ عياذًا. فدل انقلاب الواو ياء، في "قِيَم"، على أنه مصدر في الأصل وُصف به، كما وصف بعد وزَوْر، وهما مصدران في الأصل.
وكذلك[7] قولهم: سبيٌ طِيَبَةٌ[8]، وماء روى، وماء صِرًى[9]. لا حجة في شيء من ذلك على إثبات "فِعَلٍ" في الصفات؛ لأنَّ جميع ذلك لا يطابق موصوفه: أمَّا طِيَبَةٌ فإنه مؤنث اللفظ وهو تابع لمذكر، وأمَّا رِوًى وصِرًى فيوصف بهما الجميع والمفرد على صورة واحدة، فيقال: مياه صِرًى، ومياه رِوًى. وقد تقدم أن الصفة إذا كانت كذلك كانت محكومًا لها بحكم الأسماء.
وفِعِلٌ: ولم يجئ منه إِلَّا [[7]أ] "إِبِلٌ" خاصة، فيما زعم سيبويه[10]. وحكى غيره "أتان إِبِدٌ" للوحشية. فأمَّا "إِطِلٌ" فلا حجة فيه؛ لأنه المشهور فيه إِطْلٌ بسكون الطاء. فإِطِل يمكن أن يكون مما أُتبعت الطاء فيه[11] الهمزة للضرورة؛ لأنه لا يُحفظ إِلَّا في الشعر، نحو قوله12:
له إطلا ظبي وساقا نعامة
وكذلك حِبِرة[13]، الأفصح والمشهور فيها إنما هو حِبْرَة، وحِبِرَة ضعيف. وكذلك بلز[14] لا حجة فيه؛ لأنَّ الأشهر فيه بِلِزٌّ بالتشديد. فيمكن أن يكون بِلِزٌ مخففًا منه.

[1] الربعة: المتوسط القامة، يوصف بها المذكر والمؤنث.
[2] يريد: فتح عين الكلمة، وهي الباء من ربعات.
[3] م: المختصة.
[4] أي: في جمعها جمع مؤنث سالمًا.
[5] في حاشية ف بخط أبي حيان: "لا تقول إِلَّا بقعة سوى. فدل على أنه ليس بصفة في الأصل" ثبت هذا هنا في النسخة المقابل بها، وسقط فيما بعد. ومما يدلك ... في نسخة الخزرجي.
[6] الآية 161 من سورة الأنعام. وهذه قراءة الكوفيين وابن عامر.
[7] سقطت الفقرة كلها من م ومن نسخة أخرى أشير إليها في حاشية ف.
[8] الطيبة: الحِل.
[9] الصرى: الذي طال استنقاعه، فتغير.
[10] الكتاب 2: 315 وشرح الشافية 1: 45، 46.
[11] م: فيه الطاء.
12 من معلقة امرئ القيس. ديوانه ص21. والإطل: الخاصرة.
[13] الحبرة: صفرة الأسنان.
[14] البلز: الضخمة. وفي حاشية ف بخط أبي حيان: البلز: المرأة السمينة القصيرة، وأثبت ابن مالك بلزًا على وزن فعل.
اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور    الجزء : 1  صفحة : 53
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست