اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 48
وأمَّا الكثرة فأن يكون الحرف، في موضع ما، قد كثر وجوده زائدًا، فيما عرف له اشتقاق أو تصريف، ويقل وجوده أصليًّا فيه، فينبغي أن يجعل زائدًا فيما لا يعرف له اشتقاق ولا تصريف، حملًا على الأكثر. وذلك نحو الهمزة، إذا وقعت أولًا وبعدها ثلاثة أحرف، فإنها زائدة فيما عرف اشتقاقه، نحو أصفر وأحمر، إِلَّا ألفاظًا يسيرة فإن الهمزة فيها أصلية. وهي: أرطًى[1] في لغة من يقول: أديم مأروط، وأيطَلٌ[2] لأنهم يقولون في معناه: إِطَلٌ، وأيصر وأولق وإمعة على ما نبين بعد[3]. فإذا جاءت الهمزة فيما لا اشتقاق له ولا تصريف، نحو أفكَلٍ[4]، وجب حملها على الزيادة وإِلَّا يلتفت إلى أرطًى وأخواته؛ لقلتها وكثرة مثل أحمر.
وأمَّا للزوم فأن يكون الحرف، في موضع ما، قد لزم الزيادة في كل ما عرف له اشتقاق أو تصريف. فإذا جاء ذلك الحرف في ذلك الموضع فيما لا يعرف له اشتقاق ولا تصريف جعل زائدًا، حملًا على ما ثبتت زيادته بالتصريف أو الاشتقاق. وذلك نحو النون، إذا وقعت ثالثة ساكنة وبعدها حرفان، ولم تكن مدغمة [[6]أ] فيما بعدها نحو عَجَنَّس[5]، فإنها أبدًا زائدة فيما عرف له اشتقاق أو تصريف[6]. نحو جَحَنْفَل[7] فإنه من الجحفلة[8]، وحَبَنْطَى[9] لأنك تقول: حَبِطَ بطنُه[10]، ودَلَنْظًى وهو الشديد الدفع. تقول: دَلَظَه بمنكبه، إذا دفعه.
وكذلك وُجدت في كل ما عرف اشتقاقه. فإذا جاءت في مثل عَبَنْقَس[11]، مما لا يعرف له اشتقاق ولا تصريف، حمل على ما عرف اشتقاقه أو تصريفه، فجُعلت نونه زائدة.
وأمَّا لزوم حرف الزيادةِ البناءَ فنحو حِنْطأْو[12] وكِنثأْو[13]، وسِنْدأْو[14]، وزنها "فِنْعَلْوٌ" والنون [1] الأرطى: ضرب من الشجر يدبغ به. [2] الأيطل: الخاصرة. [3] في الورقة 22. [4] في حاشية ف: الأفكل: الرعدة. [5] سقط "نحو عجنس" من م. وفي حاشية ف: الجوهري: العجنس الجمل الضخم. [6] م: عرف اشتقاقه أو تصريفه. [7] الجحنفل: الغليظ الشفة. [8] الجحفلة: الشفة للخيل والحمير والبغال. [9] الحبنطى: الممتلئ غيظًا. [10] حبط بطنه: انتفخ. [11] العبنقس: السيئ الخلق. وفي حاشية ف عن الجوهري: العفنقس بالفاء والقاف: العسِر الأخلاق. انظر الصحاح "عفقس". [12] الحنطأو: الوافر اللحية. [13] الكنثأو: الوافر اللحية م: الكنشأو. [14] السندأو: الحديد الشديد.
اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 48