اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 438
ثمَّ[1] الضاد، ولا تُدغَم في شيء من مقارباتها[2]. وسبب ذلك أنَّ فيها استطالة وإطباقًا واستعلاء، وليس في مقارباتها ما يَشركها في ذلك كُلِّه. فلو أُدغمت لأدَّى ذلك إلى الإخلال بها، لذهاب هذا الفضل الذي فيها.
فأمَّا إدغام بعضهم لها في الطاء بقوله: مُطَّجِع، يريد: مُضطجِعًا[3]، فقليل جِدًّا ولا ينبغي أن يقاس. والذي شجَّعه على ذلك أشياء، منها: موافقةُ الضاد للطاء في الإطباق الذي فيها[4] والاستعلاءِ، وقربُها[5] منها في المخرج، ووقوعُها معها في الكلمة الواحدة أكثر من وقوعها في الانفصال؛ لأنَّ الضاد التي تكون آخر كلمة[6] لا يلزمها أن يكون أوَّل الكلمة التي تليها طاء، ولا يكثر ذلك فيها بخلاف مضطجع. فلمَّا اجتمعت هذه الأسباب أدغموا، واغتفروا لها ذهاب الاستطالة التي في الضاد.
وتُدغَم فيها الطاء والدال والتاء والظاء[7] والذال والثاء واللام. وذلك نحو: هل ضَّلَّ زيدٌ؟ وابَعث ضَّرمَةَ -قال سيبويه[8]: "وسَمِعنا من يُوثَق بعربيَّته قال9:
ثارَ, فضَجَّت ضَّجَّةً رَكائبُهْ
فأدغم التاء في الضاد" -واضبِط ضَّرَمةَ واحفَظ ضَّرمَةَ[10] وخُذ ضَّرمَةَ وقَد ضَّعُفَ[11].
أمَّا اللام فأدغمت فيها، لقربها منها في المخرج. وأمَّا سائر الحروف فإنَّ الضاد، بالاستطالة التي فيها، لحقت مخرج الطاء والدال والتاء؛ لأنها اتَّصلت بمخرج اللام، وتطأطأت عن اللام حتى خالطت أصولَ ما اللامُ فوقه، إِلَّا أنها لم تقع من الثنيَّة موقع[12] الطاء[13] لانحرافها؛ لأنك [1] م: وثم. [2] في النسختين: متقارباتها. [3] انظر الكتاب 2: 422. م: مضطجعها. [4] سقط "الذي فيها" من م. [5] في النسختين: وقريبة. [6] سقط "التي تكون آخر كلمة" من م. [7] م: والضاد. [8] الكتاب 2: 420 م: قال س.
9 أبو خالد القناني. وسيرد الشاهد بعد. انظر ص446 والكتاب 2: 420 وشرح أبياته 2: 416 وأسرار العربية ص99-100 والإنصاف ص68 والمقرب 2: 12 والخزانة 4: 106. وصف رجلًا ثار ليرحل إبله فجعلت تضجّ. [10] زاد في م: وابعث ضرمة. [11] سقط المثال من النسختين، وألحقه أبو حيان بحاشية ف. فكأن ابن عصفور أغفل التمثيل لإدغام الدال في الضاد، تبعًا لسيبويه في الكتاب 2: 420، ثمَّ استدرك فألحقه فيما بعد. [12] م: موضع. [13] م: الظاء.
اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 438