responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور    الجزء : 1  صفحة : 370
وكأنَّها، بَينَ النِّساءِ، سَبِيكةٌ, ... تَمشِي[1], بِسُدَّةِ بَيتِها, فتُعِيُّ
فبيت شاذٌّ وقد طُعن على قائله] .
وردَّ المازنِيُّ[2]، مذهب الخليل، بقول العرب في التثنية: استَحَيا. قال: فلو كان الحذف لالتقاء الساكنين لوجب الردُّ هنا؛ لأنَّ اللام قد تحرَّكت لأجل ألف التثنية، فكانوا يقولون: "استَحايا". فلمَّا لم يقولوا ذلك دلَّ على أنَّ الحذف تخفيفٌ[3].
ولقائل [56أ] أن يقول[4]: لَمَّا حُذف عين "استَحَى"[5] أَشبَهَ "افتَعَلَ"، فصُرِّفَ كتصريف ما أشبهه. ومذهب المازنِيِّ أقوى.
وجميع ما يجري على "استَحَى" مثلُه في اعتلال عينه، من اسم فاعل واسم مفعول ومضارع، [نحو] [6]: استَحَى يَستَحِي فهو مُستَحٍ ومُستَحًى منه. قال[7] الشاعر:
وإِنِّي لأستَحيِي, وفي الحَقِّ مُستَحًى, ... إِذا جاءَ باغِي العُرفِ, أن أَتَنكَّرا
ولم يستعملوا الفعل[8] معتلَّ العين إِلَّا بالزيادة، فلا يقال "حايَ" ولا "يَحَيُّ". فأمَّا[9] قول الشاعر:
وكأَنَّها, بَينَ النِّساءِ, سَبِيكةٌ ... تَمشِي, بِسُدَّةِ بَيتِها, فتَعَيّ10
فبيتٌ شاذٌّ، وقد طُعن على قائله.
وأمَّا[11] اللام فتجري في اعتلالها مَجرى لام "رَمَى"، فلا تصحُّ إِلَّا أن تضعِّفها. فإنك إذ ذاك

[1] ف: تمسي.
[2] المنصف 2: 204.
[3] م: تخفيفًا.
[4] انظر المنصف 2: 205-206.
[5] م: استحيى.
[6] من م. وفيها: في إعلال عينه من اسم فاعل أو اسم مفعول أو مضارع.
[7] م: "قول". والبيت تَقَدَّمَ في ص327.
[8] يريد: فعل حيي وما أشبهه.
[9] بقية الفقرة ساقطة من إحدى النسخ كما جاء في ف. والبيت خرجناه في ص369.
10 ضبط في ف بقلم آخر بضمِّ التاء وكسر العين. وكذلك هو في معاني القرآن والمنصف والتبيان واللسان والتاج "حيي" و"عيي". فهو مضارع أعيَي. وبذلك يكون مزيدًا فيناقض ما أراده ابن عصفور، وقد ضبطناه بفتح التاء والعين تبعًا لخط أبي حيان في المبدع ليكون غير مزيد فيوافق ما أراد ابن عصفور, وإن كان "عيي" المجرد ليس من معناه التعب. انظر قصة الكسائي في تاريخ بغداد 11: 404 وإنباه الرواة 2: 257 والبغية ص336.
[11] النص حتى نهاية الثلاثي المعتل ألحقه أبو حيان بحاشية ف. وهو ساقط من متني النسختين، وفيهما بدلًا منه الفقرة التي نشير إليها في التعليقة التالية مقدمًا لها بما يلي: "واعلم أنَّ اللام المعتلة إذا ضوعفت صحَّت اللام الأولى وجرت في ذلك مجرى العين. وأمَّا الثانية فتعتل كما تعتل إذا كانت بعد العين المعتلة".
اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور    الجزء : 1  صفحة : 370
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست