اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 367
فإن لحقت المفردَ فلا يخلو من أن تكون عِوضًا من محذوف أو غير عِوَض. فإن لم تكن عِوَضًا لم يجز إِلَّا الإظهار، نحو[1]: مُحْيِية ومُعْيِية. والعِلَّة في ذلك كالعِلَّة في: مُحْيِيات ومُحْيِيَينِ، من أنَّ العلامة دخلت على بناء لا يجوز فيه الإدغام، وهو: مُحْيٍ ومُعْيٍ.
فإن كانت التاء عِوَضًا فإنه لا يجوز إِلَّا الإغام، نحو[2]: تَحِيَّة مصدر "حَيَّا". الأصل [55ب] "تَحْيِيْيًا"[3]، فحُذفت ياء4 "تَفعِيل"، وعُوِّضت التاء منها على حدِّ تَكرِمة فصار "تَحْيِية"[5] فصارت هذه التاء لأجل العِوَضيَّة كأنها جزء من الكلمة فلزمت، فصارت الحركة لازمة لذلك، فلزم الإدغام.
وزعم المازنيُّ[6] أنه يجوز الإظهار، واستدلَّ على ذلك بجواز الإظهار في أَحْيِية[7]، مع أنَّ الهاء من أَحْيِية لازمة لـ" أَفْعِلة"؛ لأنها لم تدخل على "أَحِيّ"[8]، كما أنها في تَحِيَّة كذلك إذ لم تدخل على "تَحِيّ". وهذا الذي ذهب إليه ضعيف[9]؛ لأنَّ الفرق بين تَحِيَّة[10] وأَحْيِية بيِّنٌ. وذلك أنَّ التاء [11] من تَحيَّة صارت عِوَضًا من حرف من نفس الكلمة[12]، فصارت كأنها حرف من نفس الكلمة لذلك. وأيضًا فإنَّ أَحْيِية جمع، والجمع فرع على الواحد، والفروع قد لا تُلحظ وقد تُلحظ. وأمَّا تَحِيَّة فمصدر، والمصدر أصل، فينبغي أن يُلحظ في نفسه.
وإذا أَظهرتَ الياءين ولم تُدغِم، كان الإدغام جائزًا مع الإظهار أو لم يكن، فإنَّ إخفاء الحركة من الياء الأُولى[13] أفصح من الإظهار[14]؛ لأنه وسيطة بين الإظهار[15] والإدغام، فكان أعدل لذلك. [1] المنصف 2: 193-194. [2] المنصف 2: 194-195. [3] م: تحيية.
4 م: تاء. [5] م: تحييّة. [6] المنصف 2: 195-196. [7] الأحيية: جمع حياء. [8] في المنصف: أحيي. [9] المنصف 2: 196-197. [10] م: حية. [11] م: الياء. [12] سقط من م حتى "نفس الكلمة". [13] م: إخفاء حركة الياء الأولى. [14] وكذلك في نسخة أخرى كما جاء في حاشية ف. والمراد إظهار الحركة. وفي النسختين: الإدغام. [15] أي: عدم الإدغام.
اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 367