اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 271
ومنهم من ذهب إلى أنَّ الألف هي[1] الأصل، والمبدلة من التنوين محذوفة في جميع الأحوال. وهو الكسائيُّ، وحجَّتُه[2] أنَّ حذفَ الألف الزائدة أَولى من حذف الأصليَّة.
وذلك باطل؛ لأنَّ الزيادة لمعنى، فإبقاؤها أَولى من إبقاء الأصل. وممّا يدلُّ على ذلك أنهم إذا وصلوا قالوا: هذه عَصًا مُعْوجَّةٌ، فحذفوا الألف الأصليَّةَ وأَبقَوْا التنوينَ، فكذلك يجب في الوقف أن يكون المحذوف الألفَ الأصليَّةَ، ويكون الثابت[3] ما هو عوضٌ من التنوين.
ومنهم من ذهب إلى أنَّ الألف في حال الرفع والخفض هي الألفُ الأصليَّةُ والتنوينُ محذوفٌ، وفي النصب هي الألف المبدلةُ من التنوين والألفُ الأصليَّةُ محذوفةٌ، قياسًا للمعتلِّ على الصحيح. وهو مذهبُ سيبويه[4]، وهو الصحيح. وممّا يؤيِّد ذلك كونُ المنقوص[5] يُمال في حال الرفع والخفضِ، ولا يُمال في حال النصب، ومجيءُ الألف قافيةً في الرفع والخفض، ولا تكون قافية في حال النصبِ إِلَّا قليلًا جِدًّا، على لغة من قال: رأيتُ زَيدْ.
قال العجَّاج:
خالَطَ, مِن سَلمَى, خَياشِيمَ وفَا
والثاني: الوقف على النون الخفيفة[7] اللَّاحقة للأفعال المضارعة [للتأكيد] [8]، نحو: هل تَضرِبَنْ؟ فإنك إذا وقفتَ عليه قلت: هل تَضرِبا؟ والسببُ في ذلك أيضًا ما ذكرناه في التنوين، من قصدِ التفرقةِ بين النون التي هي من نفس الكلمة، والنون التي تلحق الكلمةَ بعد كمالها، نحو قوله:9
فإيَّاكَ والمَيْتاتِ، لا تَقرَبَنَّها ... ولا تَعبُدِ الشَّيطانَ, واللهَ فاعبُدا
يريد: فاعبُدَنْ. [1] م: أن الألف ألف. [2] م: وحجتهم. [3] م: التأنيث. [4] كذا. وهو ليس مذهب سيبويه. انظر الكتاب 2: 290 وشرح الشافية 2: 280-284. [5] كذا.
6 ديوانه ص83 والمقتضب1: 240 والمخصص 1: 136-138 و14: 96 و15: 78 والعيني 1: 152 والخزانة 2: 6 والهمع 1: 40 والدرر 1: 14 وإصلاح المنطق ص84 وشرح أبيات سيبويه 1: 204 واللسان والتاج "فوه". والخياشيم: جمع خيشوم. وهو أقصى الأنف. [7] شرح الشافية 3: 379-380. [8] من م.
9 الأعشى. ديوانه ص103 حيث رُوي كما يلي:
فإيَّاك والمَيْتِاتِ، لا تأكلَنَّها ... ولا تأخُذَنْ سَهمًا حَدِيدًا، لِتَفصِدا
وذا النُّصُبِ المَنصُوبَ لا تَنسكنّهُ ... ولا تَعبُدِ الشَّيطانَ، واللهَ فاعبُدا
وانظر العيني4: 340- 341 والمغني ص372 والإنصاف ص657.
اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 271