اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 252
وتُبدل أيضًا من الهمزة الواقعة طرفًا بعد ألف زائدة، في التثنية، في لغة لبعض بني فَزارة، فيقولون في تثنية كِساء [36 ب] ورِداء: كِسايانِ ورِدايانِ. حكى ذلك أبو زيد عنهم.
وأُبدلت بغير اطِّراد في: قَرأتُ وبَدأتُ وتَوضَّأتُ، فقالوا: قََرَيتُ وتَوضَّيتُ وبَدَيتُ. وعلى "بَدَيتُ" جاء قول زهير1:
جَرِيءٍ, مَتَى يُظلَمْ يُعاقِبْ بِظُلمِهِ ... سَرِيعًا, وإِلَّا يُبْدَ بالظُّلمِ يَظلِمِ
فحَذَفَ الألف المنقلبة عن الياءِ المبدلةِ من الهمزة، للجزم في "يُبْدَي".
وقالوا في واجِئ[2]: واجٍ، فأبدلَ[3] الهمزة ياء، وأجراها مُجرى الياء الأصليَّة. الدليل على ذلك أنه جعلها وصلًا لحركة الجيم، في قوله4:
وكُنتَ أَذلَّ مِن وَتِدٍ بِقاعٍ ... يُشَجِّجُ رأسَهُ, بالفِهرِ, واجِي
وأجراها مُجرى الياء الأصليَّة في قوله قبلُ5
ولَولاهُم لكُنتَ كَحُوتِ بَحرٍ ... هَوَى, في مُظلِمِ الغَمَراتِ, داجِي
ولو كانت الهمزة منويَّة عنده لم يجز أن تكون الياء[6] وصلًا كما لا يجوز ذلك في الهمزة. ونحو من ذلك قول ابن هرمة7:
إِنَّ السِّباعَ لَتَهدَى في مَرابِضِها ... والنَّاسُ لَيس بِهادٍ شَرُّهُم أَبَدا
فأبدل الهمزة من "هادئ" ياءً ضرورة. وجميعُ هذا لا يقاس عليه إِلَّا في ضرورة شعر.
وأُبدلت أيضًا من الهمزة في أَعْصُر اسم رجل[8]، فقالوا: يَعْصُر. قال أبو عليٍّ: إنَّما سُمِّيَ
1 من معلقته. ديوانه ص24 وشرح الشافية 1: 26 وشرح شواهده ص10-11. وفي حاشية ف بخط أبي حيان عن ابن القطاع: "بَدَيت بالشيء وبَدِيت به ... وبه بَدِينا". الأفعال 1: 99-100. وعن الجوهري: "أهل المدينة يقولون: بَدِينا ... دِينا". الصحاح "بدي". وفي الحاشية أيضًا أن الياء ليست مبدلة من الهمزة لأنها أصل. [2] الواجئ: الضارب في أي موضع كان. [3] كذا، بإفراد الضمير هنا وفيما يلي.
4 سقط من م حتى نهاية البيتين التاليين. وهما لعبد الرحمن بن حسان بن ثابت، من قصيدة يهجو بها عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص. الكتاب 2: 170 وشرح أبياته 2: 306 وشرح شواهد الشافية ص341 والوحشيات ص227 والكامل ص149 و288 و289 "مطبوعة ليبسيغ" والعقد الفريد 6: 148. والقاع: الأرض المستوية الطيبة الطين. والفهر: حجر صلب يدق به. والواجئ: الذي يدق ويكسر.
5 الغمرة: الموجة. والداجي: المظلم. [6] م: الواو.
7 ديوانه ص97 واللسان والتاج "هدأ" حيث روي: "عن فرائسها". م: "عن مرابضها". والمرابض: جمع مربض. وهو مكان الإقامة. وفي حاشية ف بخط أبي حيان: "أراد: لتهدأ وبهادئ، فأبدل ... يجوز الزحاف". اللسان والتاج "هدأ". [8] وهو منبه بن سعد بن قيس عيلان.
اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 252