اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 205
باب التمثيل:
اعلم أنَّك إذا أردتَ أن تُبيِّنَ وزن الكلمة من الفِعل[1] عمدت إلى الكلمة، فجعلت في مقابلة الأُصول منها الفاء والعين واللام؛ فتجعل الفاء في مقابلة الأصل الأوَّل، والعينَ في مقابلة الثاني، واللامَ في مقابلة الثالث. فإن فَنِيَتِ الفاء والعين واللام ولم تفنَ الأصول كرَّرتَ اللام في الوزن، على حَسَبِ ما بقي لك من الأُصول[2]، حتَّى تَفنَى.
وأمَّا الزوائد[3] فلا يخلو أن تكون مكرَّرة من لفظ الأصل، أو لا تكون. فإن لم تكن مكرَّرة من لفظ الأصل أبقيتَها في المثال على لفظها، ولم تجعل في مقابلتها شيئًا. وإن كانت مكرَّرة من لفظ الأصل وزنتَها بالحرف الذي تَزِن به الأصلَ الذي تكرَّرتْ منه.
فعلى هذا إذا قيل لك: ما وزنُ زَيد من الفِعل؟ قلتَ: "فَعْلٌ"؛ لأنَّ حروفه كلَّها أُصول، وهي ثلاثة. فتجعل في مقابلتها الفاء والعين واللام.
فإن قيل لك: ما وزن جَعفَر من الفِعل؟ قلتَ: "فَعْلَلٌ"؛ لأنَّ حروفه كلَّها أُصولٌ أيضاً[4]. فجعلتَ في مقابلتها الفاء والعين واللام، فبقي حرفٌ من الأُصول، فكرَّرت اللام كما تَقَدَّم. [1] شرح الشافية 1: 10-32. [2] ف: الأصل. [3] في حاشية ف استدراكان لأبي حيان. أمَّا الأول فهو ما يلي: "الزائد يعبر عنه بلفظه" إِلَّا المبدل من تاء الافتعال فبالتاء. فلا تقول في مثل ازدجر واضطرب: افدَعَلَ ولا افطَعَلَ، ولكن: افتَعَلَ، كراهية الاستثقال أو قصدًا لبيان أصل الزنة. وإلا المكرر للإلحاق أو لغيره فبالحرف الأصلي الذي قبله، فصل بينهما زيادة أو لم، كان التكرير من حروف الزيادة أو لم. فيقولون في جلببَ واحمرَّ وعلَّمَ: فعلَلَ وافعَلَّ وفعَّلَ". انظر شرح الشافية 1: 10.
وأمَّا الاستدراك الثاني فهو قوله: "إن كان في الموزون قلب قلبتَ الزنة مثله، كقولك آدُرٌ: أعفُلٌ. ويعرف القلب بالأصل نحو: ناءَ يَناءُ، هو مأخوذ من النأي، وهو المصدر وهو أصل له، فجعلوا اللام موضع العين، والعين موضعها. وأمثلةِ اشتقاقه كالجاه فإنه من الوجه، والحادي لأنك تقول: واحِدٌ وتَوَحَّدَ، وهو منه، والقِسِيّ لأنك تقول: قوسٌ وتَقَوَّسَ. وبصحته كأيِسَ لأنه يقال: يَئسَ. فأيسَ مقلوب منه، إذ لو كان أصلًَا لقيل: آسَ؛ لأنَّ العين المتحركة وهي ياء ... ". [4] م: لأنَّ حروفه أيضًا كلها أصول.
اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 205