اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 202
فإن قيل: فأيُّ الحرفين هو الزائد؟ فالجواب أنَّ في ذلك خلافًا1:
فمذهب الخليل[2] أنَّ الزائد الأوَّل، فاللام الأُولى من سُلَّمٍ هي الزائد، وكذلك الزاي الأولى من بَلِزّ[3]. وحُجَّتُهُ أنَّ الأَوَّلَ قد وقع موقعًا تكثر[4] فيه أُمَّهات الزوائد. وهي الياء والألف والواو؛ ألا ترى أنَّ حروف العلَّة الثلاثة قد تَقع ثانيةً زائدةً نحو: حَومَلٍ[5] وصَيْقَلٍ وكاهِلٍ؟ فإذا قضينا بزيادة اللام الأولى من سُلَّمٍ كانت واقعةً موقعَ هذه الزوائد وساكنةً مثلها. وكذلك أيضًا قَد تقع هذه الحروف ثالثةً نحو: كِتاب وعَجُوز وقَضِيب. فإذا جعلنا الزاي الأولى من بِلِزّ زائدة كانت واقعةً موقع هذه الزوائد وساكنةً مثلها.
ومذهبُ يُونُس[6] أنَّ الثاني هو الزائد. واستدلَّ على ذلك أيضًا بأنه إذا كان الأمر على ما ذُكر وقعت الزيادة موقعًا تكثر فيه أُمَّهات الزوائد؛ ألا ترى أنَّ الياء والواو قد تَقَعان زائدتين متحرِّكتين ثالثتين، نحو: جَهوَرٍ[7] وعِثْيَرٍ؟ [8] فإذا جعلنا اللام الثانية من سُلَّمٍ هي الزائدة كانت واقعةً موقع الياء من عِثيَرٍ والواو من جَهوَرٍ ومتحرِّكةً مثلهما. وكذلك أيضًا تكثرُ زيادتُهما[9] رابعتَينِ مُتحرِّكتين نحو: كَنَهوَرٍ[10] وعِفْرِيَةٍ[11]. فإذا جعلنا الزاي الثانية[12] من بِلِزٍّ[13] زائدة كانت واقعةً موقع الواو من كَنَهوَرٍ، والياء من عِفْرِيَةٍ، ومُتحرِّكةً مثلهما.
قال سيبويه: وكلا القولين صحيحٌ ومذهبٌ[14].
وهذا القدر الذي احتجَّ به الخليل ويونس لا حُجَّةَ لهما فيه؛ لأنه ليس فيه أكثرُ من التأنيس بالإتيان بالنظير، وليس فيه دليل قاطع[15].
1 شرح الشافية 2: 365-366. [2] الكتاب 2: 354. [3] البلز: الضخمة م: بلزز. [4] م: يكثر. [5] حومل: اسم موضع. ف: "حوقل". والحوقل: الذكر اللين. [6] الكتاب 2: 354 وشرح الشافية 2: 365 ويونس: ابن حبيب الضبي، إمام في اللغة والنحو للبصريين، توفي سنة 182. أخبار النحويين البصريين ص32. [7] الجهور: الجريء الماضي المقدم. [8] العثير: التراب. [9] ف: زيادتها. [10] الكنهور: العظيم المتراكب من السحاب. [11] العفرية: الخبيث المنكر. [12] ف: الواحدة. [13] م: بلزز. [14] في الكتاب 2: 354: وكلا الوجهين صواب ومذهب. [15] شرح الشافية 2: 366.
اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 202